"المدينة على الشاشة ".. فعاليات تحكي قصة التراث المعماري في الفن والسينما

في قلب القاهرة التاريخية، ينطلق في الفترة من 25 إلى 28 أغسطس 2025 برنامج "المدينة على الشاشة: السينما كأرشيف عمراني وتراثي" الذي تنظمه مؤسسة إحياء للتراث والفنون ببيت السناري، بالشراكة مع مكتبة الإسكندرية وعدد من المؤسسات الثقافية والفنية.
في قلب القاهرة التاريخية ينطلق برنامج المدينة على الشاشة
الفعالية تسعى للاحتفال بعلاقة السينما بروح المدن المصرية وتراثها المعماري والبصري، من خلال معرض فوتوغرافي، ندوات حوارية، عروض أفلام، وورش عمل فنية يشارك فيها فنانون ومصورون وباحثون من مصر وخارجها. وعلى مدار أربعة أيام، يعيش الجمهور تجربة فريدة تجمع بين السينما والذاكرة والمدينة، حيث تفتح أبواب النقاش حول دور الصورة في إعادة رسم ملامح المدن وتوثيق هويتها للأجيال القادمة.
في لقاء مع المعماري عمر زهران، مؤسس ورئيس مجلس إدارة مؤسسة إحياء للتراث والفنون، أكد أن الفعالية تمثل خطوة أولى في مشروع أكبر يهدف إلى توثيق وتحفيز الوعي بالتراث العمراني المصري من خلال عدسة السينما.
وأوضح زهران أن المعرض والأنشطة المصاحبة، من ندوات وعروض أفلام وورش عمل، تسعى لفتح حوار بين فنانين ومصورين وباحثين من مصر وخارجها حول دور الصورة في حفظ ذاكرة المدن. وأضاف: "كل صورة هنا هي مشهد لم يُروَ بعد، وكل مشاركة هي فرصة لإعادة قراءة مدننا بعين جديدة"، مشيرًا إلى أن نجاح الفعالية يقاس بقدرتها على خلق تعاونات مستدامة وملهمة للمستقبل.
البرنامج المصاحب للفعالية يقدّم رحلة ثرية للجمهور، تبدأ من مناقشة دور السينما في تشكيل صورة المدينة وتأثيرها على الهوية المصرية، مرورًا بجلسات تشاركية يروي فيها الحضور ذكرياتهم عن أحياء وشوارع ارتبطت بالسينما والذاكرة، وصولًا إلى نقاشات مبتكرة عن دور الصورة في توثيق التراث، والسينما المصرية في تعزيز بدائل التنقل الحضري مثل الدراجة.
الحدث، كما يراه زهران، ليس مجرد احتفاء بالسينما، بل دعوة لإعادة اكتشاف المدن المصرية بعدسة جديدة، ورحلة جماعية نحو بناء تعاونات ثقافية وفنية يمكن أن تلهم أجيالًا قادمة، وتُعيد للمدينة مكانتها كمساحة نابضة بالحياة والذاكرة.
في سياق أخر قال المهندس خالد صديق، رئيس مجلس إدارة صندوق التنمية الحضرية، إن مشروع "ملتقى القاهرة التاريخية" لا يهدف إلى التطوير بالمعنى التقليدي، بل يتبنى مفهوم "الإحياء"، من خلال استعادة الهوية الأصلية للمنطقة والحفاظ على قيمتها التاريخية والثقافية.
وأوضح صديق، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج "هذا الصباح" على قناة "إكسترا نيوز"، أن مفهوم "الإحياء" يعكس جهودًا فعلية لإعادة ما فقد من معالم وأبنية تراثية بسبب التعديات أو التهالك، مع الالتزام بالحفاظ على الطابع العمراني الحي الذي سُجلت به القاهرة التاريخية ضمن قائمة التراث في اليونسكو.