هبة القدسي: ملامح تفاهم غامض في لقاء «ترامب-زيلينسكي».. لكن لا اتفاق نهائي بعد

قالت الأستاذة هبة القدسي، مديرة مكتب صحيفة الشرق الأوسط في واشنطن، في تصريح خاص لـ"نيوز رووم"، إن الملمح الأبرز في لقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي كان في "الحفاظ على الشكل المنضبط والرسمي لدبلوماسية المحادثات"، مقارنة باللقاء السابق في فبراير الماضي، الذي وُصف حينها بـ"الاجتماع الكارثي"، حيث اتهم ترامب زيلينسكي بعدم الامتنان وعلق المساعدات العسكرية مؤقتاً.
وأضافت القدسي: "في لقاء الأمس بالبيت الأبيض، ركّز الطرفان على مناقشة ضمانات أمنية لأوكرانيا، وإمكانية وقف إطلاق النار، وصفقة سلام محتملة تشمل روسيا، لكن من دون الخوض في تفاصيل دقيقة".
ترامب متفائل.. لكنه يتهرب من التفاصيل
وأكدت القدسي أن الرئيس ترامب أظهر تفاؤلاً لافتاً خلال اللقاء بإمكانية التوصل إلى تسوية تنهي الحرب في أوكرانيا، بل وأبدى استعداده لعقد اجتماع ثلاثي يجمعه ببوتين وزيلينسكي.
لكن في المقابل، "رفض ترامب تقديم أي توضيحات بشأن شكل الضمانات الأمنية التي تُطرح لأوكرانيا، كما تهرب من الإجابة عن إمكانية إرسال قوات أميركية لحفظ السلام"، بحسب القدسي.
وأشارت إلى أن زيلينسكي من جهته تفادى التطرق لمسألة تبادل الأراضي، مع التأكيد على أهمية عقد اللقاء الثلاثي، والحفاظ على استمرارية الدعم الأمريكي والأوروبي لكييف.
ملامح تفاهم جديدة
وأجابت القدسي عند سؤالي لها عما إذا كانت هناك ملامح اتفاق أو تفاهم جديد، قائلة: "نعم، ظهرت ملامح تفاهم، لكنه لا يزال غامضاً وغير ملزم. ترامب تحدث عن تقديم ‘حماية جيدة جداً’ لأوكرانيا، وقال مبعوثه الخاص ستيف ويتكوف إن روسيا قد تقبل بضمانات تشبه المادة الخامسة من ميثاق الناتو".
كما أعرب الطرفان، بحسب القدسي، عن استعدادهما لعقد لقاء ثلاثي، حيث وصفه ترامب بأنه "مسألة وقت"، بينما أكد زيلينسكي "الاستعداد الكامل" له.
أوروبا تطالب بوقف إطلاق النار
ونوّهت القدسي إلى أن القادة الأوروبيين الذين شاركوا في الاجتماع الموسّع بالبيت الأبيض شددوا على أن وقف إطلاق النار شرط أساسي لبدء المفاوضات، فيما اقترح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون توسيع الاجتماع ليشمل "قائداً أوروبياً" وتحويله إلى قمة رباعية.
وأضافت القدسي، لكن ترامب رفض هذا الطرح قائلاً: "لا أعتقد أنك بحاجة إلى وقف إطلاق نار، بل إلى صفقة شاملة"، ملمّحاً إلى احتمال تبادل أراضٍ كجزء من التسوية.
واختتمت القدسي تصريحها بالإشارة إلى أن ترامب قطع الاجتماع مع القادة الأوروبيين بشكل مفاجئ لإجراء مكالمة هاتفية مع بوتين استمرت 30 دقيقة، في خطوة رأت فيها "محاولة واضحة لتنسيق مباشر مع موسكو قبل أي التزام أمريكي واضح".