عاجل

استشاري طاقة متجددة: القيادة العشوائية توقف مفاجئ وسرعة زائدة وراء حوادث الطرق

سلامة الطرق المصرية
سلامة الطرق المصرية

أكد الدكتور محمد عبد الفتاح، استشاري الاستدامة واستراتيجية الطاقة المتجددة، أن هناك مجموعة من الممارسات الخاطئة للشاحنات تهدد سلامة الطرق المصرية، رغم الجهود الكبيرة التي بذلتها الدولة لتطوير شبكة الطرق الحديثة بتقنيات عالمية. 

سلامة الطرق المصرية

وأوضح محمد عبد الفتاح، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج "الستات مايعرفوش يكدبوا" على قناة CBC، أن بعض الحوادث تسبب أضرارًا جسيمة للأسفلت، مما يؤدي إلى تلف الطرق بشكل أسرع من المتوقع، مؤكدًا أن هذا ينعكس سلبًا على السلامة العامة للمواطنين.

وأشار محمد عبد الفتاح إلى أن تسرب المواد البترولية والكيماوية نتيجة الحوادث على الطرق يعتبر أحد الأسباب الرئيسية لتآكل طبقات الأسفلت، حيث يؤدي هذا التسرب إلى تشققات سريعة تجعل الطرق أكثر عرضة للأضرار، مضيفًا أن مراقبة هذه العمليات والتوعية بأهمية الحفاظ على الطريق ضروري للحد من هذه المخاطر، لاسيما مع الشركات التي تنقل المواد البترولية أو المواد الكيميائية عبر شبكة الطرق الوطنية.

الحمولات الزائدة تهدد الاستدامة 

لفت محمد عبد الفتاح إلى أن الحمولات الزائدة للشاحنات تعد من أخطر الممارسات على الطرق، موضحًا أن وزن الشاحنات الكبير يؤدي إلى ضغط هائل على طبقات الأسفلت، مما يسبب هبوطًا غير متساوٍ وتآكلًا سريعًا للطرق، وبالتالي يزيد من احتمالية وقوع الحوادث، فضًلا عن أن المسؤولية لا تقع على عاتق الحكومة وحدها، بل تشمل الشركات التي تنقل البضائع وأصحاب الشاحنات، مؤكدًا ضرورة الالتزام بالحمولات القانونية لتجنب الأضرار الكبيرة على الطرق الوطنية.

وشدد محمد عبد الفتاح على أن الوقوف المفاجئ في أماكن غير مخصصة والقيادة بسرعات عالية من السلوكيات الخاطئة التي تؤدي إلى تدهور البنية التحتية للطرق وزيادة معدلات الحوادث، مبينًا أن تطبيق العقوبات الرادعة والتوعية المستمرة تعتبر أدوات فعالة للحد من هذه المخاطر، مشيرًا إلى أن هناك حاجة ملحة لتعزيز ثقافة القيادة الآمنة والمسؤولة بين السائقين وأصحاب الشركات.

التوعية والتدريب أساس السلامة 

أكد محمد عبد الفتاح أن التوعية تلعب دورًا محوريًا في الحفاظ على الطرق وسلامة المواطنين، مؤكدًا أن التعاون بين الحكومة والشركات الخاصة أمر أساسي لتقليل الأضرار الناتجة عن نقل المواد الخطرة، موضحًا أن تدريب السائقين على أساليب القيادة الآمنة وكيفية التعامل مع الطوارئ قد يقلل من الحوادث بشكل كبير، ويساهم في زيادة العمر الافتراضي للطرق الحديثة التي أنشأتها الدولة بمليارات الجنيهات.

وأضاف محمد عبد الفتاح أن الحملات الإعلامية والتثقيفية للشركات والسائقين بشأن الأضرار الناتجة عن الحمولة الزائدة، والقيادة العنيفة، والتوقف في أماكن غير مخصصة، تشكل أداة فعالة للحد من تدهور الطرق والحوادث، مضيفًا أن هذه الجهود يجب أن تكون مستمرة ومتطورة بما يتماشى مع التوسع الكبير في شبكة الطرق الحديثة في مصر، والتي تعتبر من أهم المشروعات التنموية في البلاد.

سلامة الطرق مسؤولية مشتركة

وأشار محمد عبد الفتاح إلى أن سلامة الطرق ليست مسؤولية الحكومة وحدها، بل هي مسؤولية مشتركة بين الدولة والمواطنين والشركات، مؤكدًا أن الالتزام بالقوانين والمعايير الفنية لتشغيل الشاحنات يضمن سلامة الطرق ويحد من الحوادث، متطرقًا إلى أن تطبيق الأنظمة الصارمة على الشاحنات ومراقبة الطرق باستمرار يعد خطوة مهمة نحو الحفاظ على البنية التحتية وتحقيق التنمية المستدامة في قطاع النقل.

وأوضح محمد عبد الفتاح أن تطوير ثقافة الاستخدام الآمن للطرق، والاهتمام بالسلامة العامة، والتعاون بين جميع الأطراف، يضمن الحفاظ على الاستثمارات الضخمة التي قامت بها الدولة في تطوير الطرق الحديثة، ويضمن استمرار الخدمات بكفاءة عالية، بما يعزز التنمية الاقتصادية ويحمي أرواح المواطنين.

الدكتور محمد عبد الفتاح
الدكتور محمد عبد الفتاح

دور التكنولوجيا في مراقبة 

وشدد محمد عبد الفتاح على أن استخدام التكنولوجيا الحديثة في مراقبة حركة الشاحنات، مثل أنظمة تتبع المركبات والرصد الإلكتروني للحمولات، يمكن أن يساهم بشكل كبير في الحد من الأضرار على الطرق، إذ أن هذه الأنظمة تساعد على التحكم في السرعة، وضبط أوزان الشاحنات، وتقليل المخاطر الناتجة عن القيادة العشوائية أو الحمولة الزائدة، مما يعزز السلامة على الطرق ويطيل عمرها الافتراضي.

واختتم محمد عبد الفتاح تصريحاته بالتأكيد على أن الحفاظ على الطرق الحديثة يتطلب استراتيجية شاملة تشمل التوعية، والتدريب، والرقابة، وتطبيق القوانين، والتعاون بين الدولة والقطاع الخاص، لضمان سلامة الطرق واستدامتها، وتحقيق أقصى استفادة من الاستثمارات الضخمة التي أنفقتها مصر في هذا القطاع الحيوي.

تم نسخ الرابط