أسرة سفاح التجمع تهدد بمقاضاة صناع فيلم يشبه قضيته الحقيقية|فيديو

أثار المحامي هابي بشير، وكيل أسرة المتهم المعروف إعلامياً بـ"سفاح التجمع"، جدلاً واسعاً بعد تصريحاته الأخيرة بشأن العمل الفني الجديد الذي يثار حوله الحديث في الساحة الإعلامية وأكد بشير أنه لا يجوز بأي حال من الأحوال تقديم فيلم أو عمل فني يتناول جريمة حقيقية دون الرجوع إلى أسرة المتهم أو الحصول على موافقتهم، موضحاً أن شخصية "سفاح التجمع" ترتبط باسم محدد هو كريم، ولا يوجد شخص آخر أُطلق عليه هذا اللقب.
وأوضح محامي الأسرة أن الأمر لا يتعلق بحرية الإبداع فقط، بل بضرورة احترام النصوص الدستورية، وخاصة المادة (57) من الدستور المصري، التي تؤكد على عدم جواز المساس بالحياة الخاصة للأفراد. وأشار إلى أن الفيلم يحمل بعض العلامات التي تشبه القصة الحقيقية للمتهم، منها الاسم، والوشم المميز على ذراعه، إضافة إلى طريقة نطقه للغة الإنجليزية في مقاطع الفيديو التي كان يبثها عبر قناته على "يوتيوب".
أسرة المتهم تعترض وتلوح بخطوات قانونية
تابع المحامي أن أسرة المتهم تعيش حالة من الغضب الشديد بسبب التشابه الكبير بين القصة الحقيقية والأحداث التي يتناولها الفيلم، معتبراً أن ذلك قد يتسبب لهم في ضرر نفسي ومعنوي بالغ ، وأكد أنه في حال كان الفيلم مجرد عمل خيالي بعيد تماماً عن الواقع، فإن الأسرة لن تعترض ولن تتخذ أي خطوات قانونية، لكن إذا تبين أن الأحداث تمس حياة المتهم بشكل مباشر فإنهم لن يقفوا مكتوفي الأيدي.
وأشار إلى أن الأسرة ترى أن العمل الفني ليس مجرد محض صدفة، بل هناك اقتباس واضح من القصة الحقيقية، وهو ما قد يثير جدلاً مجتمعياً واسعاً حول حدود حرية الإبداع والتناول الفني للأحداث المرتبطة بجرائم جنائية لا تزال عالقة في أذهان الرأي العام.
العمل الفني بين حرية الإبداع والالتزام بالضوابط
أوضح هابي بشير أن القوانين والدستور المصري يكفلان حرية الإبداع، لكنه شدد على أن هذه الحرية ليست مطلقة بل مقيدة بعدم المساس بالحقوق الشخصية للأفراد وأسرهم. وتساءل متعجباً: "هل هناك سفاح تجمع آخر غير المتهم الحقيقي؟ بالتأكيد لا"، مؤكداً أن التشابه بين البطل في الفيلم والمتهم الحقيقي ليس مجرد مصادفة.
وأضاف أن الاعتماد على قصص حقيقية في الدراما والسينما يتطلب الالتزام بمعايير أخلاقية وقانونية دقيقة، حيث يجب مراعاة مشاعر الضحايا وذويهم وعدم تحويل مأساتهم إلى مادة تجارية أو وسيلة لجذب الجمهور. وأكد أن الأسرة لن تتهاون إذا تبين أن هناك مساساً مباشراً بكرامة وخصوصية المتهم.
الجدل المجتمعي وتأثيره على الرأي العام
أثارت هذه التصريحات ردود فعل واسعة على منصات التواصل الاجتماعي، حيث انقسمت الآراء بين من يرى أن الفن حرية إبداع ويحق للمؤلفين استلهام أحداث من الواقع، وبين من يعتبر أن تحويل جريمة حديثة إلى عمل درامي دون موافقة أهل المتهم أو الضحايا يعد تجاوزاً خطيراً للأعراف والقوانين.
ويرى مراقبون أن القضية تعكس جدلية العلاقة بين حرية الفن وحقوق الأفراد، خاصة عندما يتعلق الأمر بجرائم أثارت الرأي العام ولاتزال عالقة في الذاكرة المجتمعية. وهو ما يجعل أي عمل فني مستوحى من هذه الأحداث يواجه انتقادات قوية وضغوطاً أخلاقية وقانونية.
السينما والدراما.. بين الإبداع والمسؤولية
في النهاية، تبقى هذه الأزمة بمثابة اختبار حقيقي لعلاقة الفن بالقانون والأعراف، إذ أن حرية الإبداع لا بد أن تكون مصحوبة بمسؤولية مجتمعية تراعي مشاعر الناس وتحترم القوانين السارية ، وأكد محامي أسرة "سفاح التجمع" أن الأمر لم يُحسم بعد، وأن الأسرة تتابع عن كثب تفاصيل الفيلم، وفي حال التأكد من وجود تطابق مع القصة الحقيقية، فسيتم اللجوء إلى القضاء لاتخاذ الإجراءات اللازمة