عاجل

الإسكندرية تواجه تحديات كبرى بتطبيق التأمين الصحي الشامل وسط أزمة نقص الأدوية

مرضي في انتظار الدواء
مرضي في انتظار الدواء

تعاني مستشفيات وزارة الصحة في الإسكندرية بجميع أنواعها، بما في ذلك مستشفيات أمانة المراكز الطبية المتخصصة، والوحدات الصحية، من نقص متكرر في الأدوية الأساسية ومستلزمات التحاليل الطبية، خاصةً لمرضى التأمين الصحي ونفقة الدولة، ما أدى إلى تراجع ملحوظ في جودة الخدمات الصحية المقدمة.

فشل منظومة التأمين الصحي الشامل

هذا النقص يؤثر بشكل مباشر على صحة المرضى، حيث يهدد حياة الكثيرين الذين لا يحصلون على علاجهم في الوقت المناسب، الأمر الذي قد يودي بحياتهم في حالات الأمراض المزمنة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب. 

وفي ظل هذه الأزمة، صدرت تعليمات للأطباء بعدم وصف أكثر من 6 أنواع أدوية للمريض الواحد، حتى وإن كان يحتاج إلى أكثر، مما يعيق العلاج المناسب لمرضى الأمراض المزمنة الذين يعانون من عدة أمراض في الوقت ذاته.

كما تعاني المحافظة من عدم الجاهزية الكاملة لتطبيق منظومة التأمين الصحي الشامل المزمع إطلاقها في الإسكندرية، ما زاد من معاناة المرضى الذين يعتمدون على النظام الصحي الحكومي.

أبرز الأدوية الناقصة وتأثيرها على المرضى

تتصدر قائمة الأدوية الناقصة أدوية الأنسولين مثل «ماكستدرد» و«لانتوس»، بالإضافة إلى أدوية القلب كـ«راندل 10»، ومضادات حيوية واسعة الطيف مثل «سيفترياكسون» و«سيفوتاكسيم»، و«بنسيتارد» المستخدم لعلاج الحمى الروماتيزمية عند الأطفال. 

كما يعاني مرضى الأورام من نقص أدوية «إندوكسان» و«فيرزينو»، في حين تعاني مستلزمات التحاليل والفحوصات الطبية من انقطاعات مثل شرائط قياس السكر وتحاليل إنزيمات القلب ووظائف الكبد والكلى، ما دفع بعض المرضى إلى اللجوء إلى مراكز خاصة بتكاليف إضافية.

إحصاءات تبرز حجم المشكلة

تشير إحصاءات وزارة الصحة إلى أن بين عامي 2011 و2014، من أصل 1645 حالة دخلت المستشفيات بسبب فشل القلب المزمن، كان 914 منهم من سكان الإسكندرية، مما يعكس حجم العبء على خدمات الرعاية الصحية بالمحافظة.

أما فيما يتعلق بمرض السكري، فقد أظهرت بيانات الاتحاد الدولي للسكري لعام 2024 أن عدد البالغين المصابين بالسكري في مصر يبلغ حوالي 13.21 مليون شخص، بنسبة انتشار 22.4% من السكان في الفئة العمرية بين 20 و79 عامًا. 

وفي دراسة محلية بالإسكندرية، بلغ معدل انتشار السكري غير المشخّص 5.5% من عينة مكونة من 9,657 بالغًا، ما يشير إلى وجود مئات الآلاف من مرضى السكري بالمحافظة، سواء كانوا مشخصين أو لا، جميعهم يواجهون تحديات كبيرة في الحصول على الأدوية والمستلزمات الطبية.

متابعة مستمرة من مسؤولي الصحة وتعهدات بحلول عاجلة

من جانبهم، أكد مسؤولو وزارة الصحة في الإسكندرية أنهم يتابعون يوميًا أرصدة الأدوية والمستلزمات الطبية في المستشفيات الحكومية، مع التنسيق المستمر مع هيئة الشراء الموحد لضخ كميات إضافية من الأدوية الناقصة. 

وأوضحوا أن النقص يشمل أدوية القلب والسكري والإنسولين، بالإضافة إلى شرائط الفحص والفحوصات الأساسية.

كما أشاروا إلى العمل على تفعيل نظام رقمي مبكر للإنذار بنقص الأدوية والمستلزمات، بهدف ضمان وصول الإمدادات بشكل أسرع وعدم تحميل المواطنين أعباء إضافية في ظل الظروف الراهنة.

تم نسخ الرابط