هل يجوز للمرأة مصافحة زميلها في العمل؟.. أمين الفتوى يوضح الحكم الشرعي

أثار سؤال طرحته إحدى المتابعات لبرنامج "فتاوى الناس" جدلًا حول حكم مصافحة المرأة لزميلها في العمل، خاصةً في ظل تباين الآراء بين الامتناع أحيانًا والقبول أحيانًا أخرى وردًا على هذا التساؤل، قدّم الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إجابة واضحة ومفصلة، تعتمد على الفقه والعرف والنية.
الفتوى تعتمد على العرف وانتفاء الريبة
أكد الشيخ أحمد وسام، خلال لقائه مع الإعلامي مهند السادات في البرنامج المذاع على قناة "الناس"، أن مسألة مصافحة المرأة للرجل الأجنبي (غير المحرم) مسألة خلافية بين الفقهاء. إلا أن الفتوى التي تميل إليها دار الإفتاء المصرية تعتمد على طبيعة العرف السائد في المجتمع، وانتفاء الشهوة أو الريبة أو أي دافع غير سليم من وراء المصافحة.
وأوضح أن المصافحة في بيئات العمل التي يسود فيها الاحترام والرقي والتعامل المهني لا تُعد من الأمور المحرّمة شرعًا، ما لم يصاحبها قصد غير حسن أو نية مريبة، مشيرًا إلى أن المقصد والنوايا هي ما يُبنى عليه الحكم الشرعي.
شواهد من السيرة تدعم هذا الرأي
ولفت أمين الفتوى إلى أن هناك شواهد من السيرة النبوية وأفعال الصحابة تؤيد هذا الفهم المعتدل، منها ما ورد عن سيدنا عمر بن الخطاب وسيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنهما، حيث عُرف عنهم مراعاة ظروف المجتمع وما لا يسبب فتنة أو إساءة.
متى تكون المصافحة ممنوعة؟
شدد الشيخ أحمد وسام على أن الاحتياط واجب إذا كانت هناك ريبة أو شبهة أو احتمال لإساءة الفهم، أو إذا كان العرف في المجتمع يُنكر هذا التصرف ، وفي تلك الحالة، يكون الامتناع عن المصافحة أولى، حفاظًا على الحياء وضوابط الشريعة.
دعوة للتوازن والاحترام المهني
اختتم أمين الفتوى حديثه بدعوة إلى ضرورة الحفاظ على الرقي في التعاملات داخل بيئة العمل، مع مراعاة عدم الوقوع في المحظور الشرعي أو ما يثير الشبهات، مؤكدًا أن الإسلام يدعو دومًا إلى التيسير دون تفريط، والتشدد دون تنفير.
وفي وقت سابق ،أكد الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن تحقيق الأرباح من خلال منصات التواصل الاجتماعي مثل "فيسبوك" و"تيك توك" ليس محرمًا في حد ذاته، مشيرًا إلى أن الحكم الشرعي يعتمد على نوعية المحتوى المقدم، لا على الوسيلة التي تحقق منها الأرباح.