خالد الجندي يرد على الانتقادات: الذكاء الاصطناعي ليس مرجعًا دينيًا |فيديو

أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، أن الهجوم الذي يتعرض له من أعداء الوطن والدين والقرآن والسنة لن يثنيه عن قول الحق أو التمسك بمواقفه، مشيرًا إلى أن هناك فئات مختلفة المشارب تهاجمه بلا مبرر، لكنه لا يلتفت إلى مثل هذه الانتقادات.
وأضاف خالد الجندي ، خلال حلقة برنامج "لعلهم يفقهون" المذاع على قناة dmc، أن الانتقادات الأخيرة جاءت عقب تصريح له حول الذكاء الاصطناعي وتطبيق شات جي بي تي الذي ذاع صيته بين الشباب، موضحًا أنه اعتبر الاعتماد عليه كمرجع موثوق خطأ كبيرًا، وأنه لا يصلح إلا كأداة استرشاد تحتاج إلى وعي وحذر.
تجربة عملية تكشف الخلل
وأوضح خالد الجندي أنه أجرى تجربة عملية على الذكاء الاصطناعي ليختبر دقته، حيث طرح عليه سؤالًا عن وجود فعل أمر يبدأ بحرف الياء في القرآن الكريم، فجاءت الردود غير دقيقة، ما أثبت أن الاعتماد عليه في الشأن اللغوي أو الديني ليس صحيحًا.
وأشار خالد الجندي إلى أن بعض الردود التي تلقاها لم تكن من الذكاء الاصطناعي نفسه فحسب، بل من أشخاص لم يتقنوا اللغة العربية، فبادروا بالرد عليه بأجوبة خاطئة، الأمر الذي زاد من انتشار اللغط حول حديثه.
جدل لغوي حول "فعل الأمر"
ولفت خالد الجندي إلى أن موجة الهجوم التي طالته ارتبطت باستخدامه لمصطلح "فعل أمر" في سياق الحديث عن الدعاء وكلام الله، حيث اعترض البعض قائلين: "كيف يُقال لربنا فعل أمر؟"، مؤكدًا أن هذا الاعتراض ناتج عن عدم التمييز بين البنية النحوية والمعنى العقدي أو الديني.
وأوضح خالد الجندي أن مصطلح "فعل الأمر" في اللغة العربية ينقسم إلى ثلاثة معانٍ بحسب طبيعة المخاطب: فإن وُجه الخطاب إلى من هو أعلى مقامًا فيُفهم كرجاء، وإن كان بين طرفين متساويين يُعتبر طلبًا، أما إذا وُجه لمن هو أدنى مقامًا فيُفهم كإلزام أو وجوب.
الدعاء فعل أمر بمعنى الرجاء
وأكد خالد الجندي أن هذه الأنواع الثلاثة كلها تندرج نحويًا تحت مسمى "فعل أمر"، لكن معانيها تختلف باختلاف السياق والمقام. وضرب مثالًا بالدعاء: "يسِّر لي أمري"، الذي يصاغ في صورة فعل أمر لكنه يفيد الرجاء والتوسل لا الإلزام.
وأشار خالد الجندي إلى أن ألفاظ الدعاء في القرآن الكريم تأتي في صيغة الأمر لكنها محملة بمعاني الطلب والرجاء، موضحًا أن من انتقدوه لم يدركوا هذه الفروق الدقيقة، بينما أهل اللغة والعلم يعرفونها جيدًا.
اللغة اليومية تؤكد القاعدة
وتابع خالد الجندي قائلًا: "حتى في حياتنا اليومية نقول لزميلنا: ناولني كوب ماء، ثم نضيف عبارة (لو سمحت)، وهنا نحن أمام فعل أمر لكنه مجرد طلب، لا إلزام". وبيّن أن هذا المثال يوضح كيف يُستخدم فعل الأمر في سياقات مختلفة، وهو ما ينطبق على النصوص الشرعية واللغوية.
وأضاف أن هذه الواقعة تمثل فرصة ثمينة لفتح باب أوسع لفهم اللغة العربية بعمق أكبر، بما يساعد الناس على إدراك المعاني الدقيقة وراء التراكيب القرآنية والدعاء.

التحذير من الذكاء الاصطناعي
وختم خالد الجندي بالتأكيد على أن أدوات الذكاء الاصطناعي لا يجب أن تُعتبر مراجع دينية أو لغوية موثوقة، داعيًا الشباب والمستخدمين إلى عدم الاعتماد عليها كمصادر أساسية للمعلومة.
وقال خالد الجندي بلهجة حاسمة: "نرجوكم، لا تعتمدوا على هذه التقنيات كمرجع للمعلومة الدينية أو اللغوية. لقد قلنا هذا مرارًا، ورغم الهجوم المتكرر، سنظل نكرر التحذير حفاظًا على سلامة الفهم والوعي".