من مواجهة التضخم إلى جائزة العام.. حصاد إنجازات حسن عبدالله

منذ أن تولى حسن السيد حسن عبدالله منصب محافظ البنك المركزي المصري في أغسطس 2022، دخلت السياسة النقدية في مصر مرحلة جديدة، اتسمت بالحزم والمرونة معًا، في وقت كانت فيه البلاد تواجه واحدة من أعقد الأزمات الاقتصادية العالمية الناتجة عن الحرب الروسية–الأوكرانية، وارتفاع أسعار الفائدة دوليًا، واضطراب أسواق الطاقة والغذاء.
ضبط السوق واستعادة الاستقرار النقدي
تمكن حسن عبدالله من وضع سياسة نقدية صارمة تقوم على استهداف خفض معدلات التضخم التي شهدت ارتفاعات غير مسبوقة، مع اعتماد آلية سعر صرف مرن يواكب متغيرات السوق، بما ساهم في امتصاص الصدمات الخارجية ودعم ثقة المستثمرين في الاقتصاد المصري.
ولم يكتفِ المحافظ بذلك، بل قاد خطوات حاسمة للقضاء على السوق السوداء للعملة وسد الفجوة بين السعر الرسمي وغير الرسمي، في خطوة اعتبرها خبراء الاقتصاد الأجرأ منذ سنوات طويلة.
تعزيز الاحتياطي النقدي
شهدت فترة ولايته ارتفاعًا ملحوظًا في الاحتياطيات الدولية من النقد الأجنبي، التي وصلت إلى نحو49.03 مليار دولار بنهاية 2024، لتغطي واردات السلع الأساسية لقرابة 8 أشهر. هذا الإنجاز منح الاقتصاد المصري متنفسًا واسعًا، وساعد على استقرار السوق المحلي في مواجهة ضغوط خارجية متزايدة.
دعم تحويلات المصريين بالخارج
من أبرز النجاحات التي تحققت أيضًا، إصدار قرارات وإجراءات شجعت على زيادة تحويلات المصريين العاملين بالخارج، لتتجاوز قيمتها 32 مليار دولار، وهو ما ساهم في تحسين ميزان المدفوعات، وزيادة موارد الدولة من العملات الأجنبية.
إصلاح النظام المصرفي والتحول الرقمي
حسن عبدالله لم يغفل جانب التطوير البنكي، فعمل على دفع مبادرات الشمول المالي، وتوسيع قاعدة الخدمات الرقمية والذكية داخل القطاع المصرفي، الأمر الذي أسهم في جذب شرائح جديدة للتعامل مع البنوك، خاصة الشباب، ودعم التحول نحو اقتصاد أقل اعتمادًا على النقد.
اعتراف دولي وجائزة مرموقة
توجت هذه الجهود بتسلم حسن عبدالله جائزة "محافظ العام 2025" من اتحاد المصارف العربية خلال قمة باريس، حيث جرى اختياره بالإجماع من جانب الاتحاد الذي يضم 20 دولة عربية، تقديرًا لدوره في استعادة الاستقرار النقدي بمصر، وتعزيز الإصلاحات الاقتصادية، وتبني سياسات مالية رشيدة.
خلفية مصرفية عميقة
جدير بالذكر أن عبدالله يتمتع بخبرة مصرفية تمتد لأكثر من 40 عامًا، شغل خلالها مناصب قيادية بارزة أبرزها في "البنك العربي الأفريقي الدولي"، إلى جانب عضويته في عدد من المجالس والهيئات المحلية والدولية، ما جعله أحد أبرز الخبراء الماليين في المنطقة.
في وقتٍ اتسم بالاضطرابات العالمية وضغوط داخلية غير مسبوقة، استطاع حسن عبدالله أن يقود البنك المركزي المصري بخطوات واثقة، أعادت الثقة للسو