محلل سياسي فلسطيني يوضح دلالات زيارة رئيس الوزراء الفلسطيني إلى معبر رفح

أوضح الدكتور ماهر صافي، المحلل السياسي الفلسطيني، أن مشاركة وزير الخارجية المصري الدكتور بدر عبد العاطي، ضمن وفد رسمي إلى جانب رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى من أمام معبر رفح، تحمل دلالات سياسية وإنسانية بالغة الأهمية، مؤكداً أن هذا التحرك يعكس الموقف المصري الثابت والداعم للقضية الفلسطينية في وجه العدوان الإسرائيلي المستمر.
الزيارة تؤكد موقف القاهرة الرافض للتهجير القسري للفلسطينيين
وأشار صافي خلال مداخلة عبر قناة إكسترا نيوز إلى أن هذه الزيارة تؤكد موقف القاهرة الرافض للتهجير القسري للفلسطينيين، وتمسكها بوحدة الأراضي الفلسطينية، مشدداً على أن مصر تقود جهوداً حثيثة من أجل التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، من خلال وساطات فعالة بالتنسيق مع أطراف دولية مثل قطر، ومع استجابة من الفصائل الفلسطينية وعلى رأسها حركة حماس.
ونوه المحلل الفلسطيني إلى أن الصورة الرمزية لوقوف مسؤولين مصريين وفلسطينيين على أرض معبر رفح، تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن مصر بريئة من الاتهامات التي وجهت لها بشأن إغلاق المعبر، مذكّراً بأن أكثر من 75% من المساعدات التي دخلت قطاع غزة كانت عبر الدولة المصرية ومؤسساتها، وأن من أغلق المعبر فعلياً هو الجانب الإسرائيلي، لا المصري.
المستشفيات المصرية استقبلت عدداً كبيراً من الجرحى والمرضى الفلسطينيين
وأكد صافي أن المستشفيات المصرية استقبلت عدداً كبيراً من الجرحى والمرضى الفلسطينيين، وهو ما يعكس التزام القاهرة الإنساني تجاه أبناء غزة، لافتاً إلى أن مصر تعمل بلا كلل على وقف الحرب وحقن دماء المدنيين، وتهيئة الأرضية السياسية للمرحلة المقبلة، بما في ذلك دعم جهود الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية.
وقال إن مشاركة وزير الخارجية المصري، إلى جانب وزيرة التضامن الاجتماعي، في هذه الزيارة، تشكل رداً عملياً على محاولات تحميل مصر مسؤولية تدهور الأوضاع الإنسانية في القطاع، كما تمثل رسالة واضحة لكل الأطراف الإقليمية والدولية التي تسعى إلى تهميش الدور المصري.
نية إسرائيل "احتلال قطاع غزة"
وشدد صافي على أن تصريحات نتنياهو حول نية إسرائيل "احتلال قطاع غزة" ونقل مئات الآلاف من سكانه إلى الجنوب، ليست سوى خطوات لتنفيذ خطة تهجير ممنهجة، مضيفاً أن ما يسمى بـ"المدينة الإنسانية" في الرؤية الإسرائيلية ليست سوى غطاء لمجزرة أخرى، كتلك التي وقعت في إطار ما يسمى بالمساعدات من طرف مؤسسات مشبوهة.
وأوضح أن الجهود المصرية الحالية، بالتوازي مع الموقف الأوروبي المتغير تجاه القضية الفلسطينية، خاصة بعد زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لمصابين فلسطينيين في مستشفيات مصرية، تشير إلى تحولات إيجابية في المواقف الدولية، خصوصاً من فرنسا وإسبانيا.