ما يقال لزيادة الرزق وتوسعته بعد الوضوء.. سنة نبوية لا تغفلها

يغفل الكثيرون عن دعاء الوضوء وما يقال بعده لزيادة الرزق وغفران الذنب، وفي السطور التالية نوضح دعاء الوضوء وما يقال لزيادة الرزق عقبه.
إسباغ الوضوء على المكاره
الوضوء من إسباغ الوضوء يكون بإكماله وإتمامه وإعطاء كل عضو حقه، ويتحقق بالماء البارد والدافئ على السواء، وأما "إسباغُ الوضوء على المكاره" فمعناه: أن يحرص المكلف على غسل أعضائه ويتمم مسح رأسه وأذنيه، مع ما قد يعتريه من مشاقَّ عند وضوئه يمكن تحملها كالوضوء بالماء البارد في الشتاء القارص، وكذا كل حال يُكرِه المسلم فيها نفسه على الوضوء متى تمكن من الوضوء ولم يترتب على ذلك ضرر به، وأما إذا تضرر من الوضوء بالماء البارد في الشتاء فاستعماله للماء الدافئ أولى، بل يثاب بترك الوضوء بالماء الشديد البرودة الذي يُلحق به ضررًا من استعماله أو يمنع من إسباغ الوضوء على الوجه الكامل، وحديث "إسباغ الوضوء على المكاره" مقيدٌ بالمشقة غير الشديدة.
حكم عدم القدرة على الوضوء
تلقت دار الإفتاء سؤال ما حكم عدم القدرة على الوضوء؟ حيث يوجد شاب يبلغ من العمر ثمانية عشر عامًا، ويسأل عن كيفية الوضوء والطهارة؛ لوجود أسباب صحية وهي عدم قدرته على الحركة؛ وذلك بسبب وجود عجز في القدم اليمنى واليسرى، وكذلك في اليد اليمنى وقليل في اليسرى، وهو يقيم في دولة أجنبية من أسرة مكونة من تسعة أفراد منهم الأب، وهذا الشاب لا يملك من المال أو العقار ما يدفعه لمن يساعده في عمليتي الوضوء والطهارة.؟ وفي هذا السياق أوضحت قول الله عز وجل: ﴿وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ﴾ [الحج: 78]، ويقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «إذَا نَهَيْتُكُمْ عَنْ شَيْءٍ فَاجْتَنِبُوهُ، وَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِأَمْرٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ» رواه البخاري، فمن عجز عن الوضوء انتقل إلى التيمم، ومن عجز عنهما جميعًا سقط عنه وجوبهما، ويسمى فاقد الطهورين.
وشددت عليه وفي واقعة السؤال: فما دام هذا الشاب عاجزًا عن الوضوء بنفسه أو بغيره تيمم، فإن عجز حتى عن التيمم فإنه لا حرج عليه في الصلاة بدونهما، وصلاته حينئذٍ صحيحة
دعاء بعد الوضوء لزيادة الرزق
يقول الدكتور مختار مرزوق العميد الأسبق لكلية أصول الدين جامعة الأزهر فرع أسيوط، وعضو اللجنة الدائمة لترقية الأساتذة بجامعة الأزهر الشريف، وعضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، في شرح للذكر النبوي المصاحب للوضوء: عرفنا أن المسلم عليه أن يدعو وهو يتوضأ بذلك الدعاء العظيم (اللهم اغفرلى ذنبي ووسع لي في داري وبارك لي في رزقي).
أوضح هذا من الأدعية العظيمة فقد اشتمل على كل خير لما يلي:
(1) اغفر لي ذنبي أي مالا يليق أو المراد إن وقع والعبد لا يأتي بما هو اللائق بجلال كبرياء الله تعالى، وهذا بالنسبة للمصطفى صلى الله عليه وسلم - كما ذكر المناوي - أما بالنسبة لنا فالأمر على الحقيقة فما أكثر ذنوبنا ونحن في حاجة إلى مغفرة الله تعالى .
(2) ووسع لي في داري أي محل سكني في الدنيا لأن ضيق المسكن يجلب الهم. وقد يراد به القبر إذ هو الدار الحقيقية
(3) ووسع لي في رزقي أي اجعله مباركا محفوفا بالنماء والزيادة في الخير، ووفقني للرضى بما قسمته منه وعدم التلفت إلى غيره.
(4) وبهذا نرى أن هذا التحصين إذا رددته وأنت تتوضأ فقد دعوت بكل خير، ولذلك لما سئل الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم عن هذه الدعوات الثلاث؟، قال صلى الله عليه وسلم (وهل تراهن تركن من شيء)؟، والمعنى أنه ما من خير إلا ويدخل في هذه الدعوات.
سنة الوضوء
يستحب صلاة ركعتين عقب الوضوء ينوي بهما المتوضئ سنة الوضوء؛ لما ورد في ذلك من الترغيب والندب؛ فعن عثمان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم توضأ ثم قال: «مَنْ تَوَضَّأَ مِثْلَ وُضُوئِي هَذَا، ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ لَا يُحَدِّثُ فِيهِمَا نَفْسَهُ بِشَيْءٍ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» أخرجه النسائي في "سننه"، وأصله في "الصحيحين"، والأولى إيقاعهما بعد الوضوء مباشرةً لئلا يطول الفاصل؛ خروجًا من الخلاف.