الحوار الوطني يناقش 127 قضية ويتلقى 90 ألف مقترح من مختلف فئات المجتمع|فيديو
قال الدكتور هشام عناني، رئيس حزب المستقلين الجدد، إن تأثير أداء مجلس الشيوخ خلال دورته السابقة على قرار الناخبين بالمشاركة أو العزوف في الانتخابات الحالية كان محدودًا، موضحًا أن العوامل الأكثر تأثيرًا تمثلت في المناخ العام والحراك السياسي الناتج عن الحوار الوطني، مؤكدًا أن المواطن العادي لم يشارك مباشرة في الحوار، لكنه تابع أجواءه والتفاعلات التي أتاحتها المنصة للأحزاب والقوى السياسية للتعبير عن آرائها.
متابع الأداء قبل اتخاذ التصويت
وأشار هشام عناني، خلال لقاءه ببرنامج "الشارع النيابي" على قناة "إكسترا نيوز"، إلى أن الحوار الوطني فتح المجال أمام مشاركة أكثر من 400 جهة مهتمة بالشأن العام، وتناول نحو 127 قضية تمس حياة المواطن، كما تلقت الأمانة الفنية للحوار أكثر من 90 ألف سؤال ومقترح، هذه المشاركة الواسعة لم تقتصر على الأحزاب السياسية فقط، بل شملت قطاعات متعددة من المجتمع المصري، ما يعكس اهتمام المواطنين بالشأن العام حتى وإن لم يشاركوا مباشرة في الانتخابات.
أكد هشام عناني أن المواطن المصري يتابع أداء المجالس النيابية، فإذا لمس جدوى ما قدمه مجلس الشيوخ أو البرلمان، فإن ذلك يدفعه إلى المشاركة في الانتخابات إيمانًا بدور هذه المؤسسات في تحسين واقعه اليومي، فضًلا عن أن مجلس الشيوخ ليس مجلسًا رقابيًا أو تشريعيًا بالمعنى الكامل، وإنما يختص بمهام استشارية تتعلق بالاقتصاد والتنمية المستدامة والقضايا الاجتماعية، إلى جانب التصديق على المعاهدات الدولية ودراسة ما يُحال إليه من رئاسة الجمهورية.
الحوار الوطني يعزز الوعي السياسي
ولفت هشام عناني إلى أن دور مجلس الشيوخ أقرب إلى كونه "مخططًا استراتيجيًا للحياة العامة"، وهو ما يجعله أكثر تأثيرًا في دوائر الخبراء والمختصين بالشأن السياسي والاقتصادي والاجتماعي؛ في المقابل، يظل تأثيره المباشر على المواطن محدودًا، إذ غالبًا ما يكون العائد منه غير ملموس في الحياة اليومية للمواطن البسيط، خاصة في المناطق النائية أو ذات الاحتياجات الخاصة.
أوضح هشام عناني أن الحوار الوطني ساهم في رفع مستوى الوعي السياسي لدى المواطن، إذ أتاح منصة للنقاش حول قضايا مهمة تتعلق بالاقتصاد والصحة والتعليم والبنية التحتية، مما أثر بشكل غير مباشر على قرارات الناخبين، كما أتاح الحوار الوطني فرصة للأحزاب والقوى السياسية لتوضيح برامجها ومبادراتها، وهو ما يعزز ثقة المواطن في قدرة المؤسسات على معالجة القضايا العامة.
التأثير المحدود والمجال الاستشاري
وأشار إلى أن مشاركة مختلف شرائح المجتمع في الحوار الوطني تُظهر رغبة مصرية واضحة في تعزيز المسار الديمقراطي، وتحفيز المواطنين على متابعة الأداء السياسي والمؤسسي قبل المشاركة في الانتخابات، وهو ما يعكس الوعي بأهمية الدور الذي تلعبه المؤسسات التشريعية في تحسين حياة المواطن.
في النهاية، شدد الدكتور هشام عناني على أن تأثير مجلس الشيوخ على الناخب المباشر محدود، لكنه يظل جهة استشارية استراتيجية تسهم في رسم السياسات العامة، بينما يأتي الحوار الوطني كأداة فعلية لتعزيز المشاركة السياسية والوعي المدني، مما يجعل المواطن أكثر اطلاعًا على الملفات المهمة قبل اتخاذ قراره الانتخابي. هذا المزيج بين الأداء المؤسسي والمشاركة المجتمعية يعكس سعي مصر لتقوية الحياة السياسية وتحفيز المشاركة الانتخابية على أساس المعرفة والفهم.
