لفتة إنسانية.. مواطن صعيدي يوزّع زجاجات مياه باردة على ركاب قطار قنا | فيديو

كشف الإعلامي يوسف الحسيني، عن قصة المواطن البسيط عم محمود محمد، الذي لفت الأنظار بتوزيعه المياه المثلجة على ركاب قطار قنا في ظل حرارة الصيف القاسية، دون انتظار مقابل أو شهرة، وإنما ابتغاء وجه الله فقط.
نموذج للخير في زمن صعب
أشار يوسف الحسيني، خلال تقديمه برنامج "مساء جديد" على قناة المحور الفضائية، إلى أن قصة عم محمود انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي بعدما التقط أحد الركاب صورًا له وهو يسير بين العربات ويوزع زجاجات المياه المثلجة على المسافرين بابتسامة عريضة، في لفتة إنسانية عفوية أسعدت قلوب الجميع.
وأضاف يوسف الحسيني أن هذه المبادرة البسيطة حولت عم محمود إلى رمز من رموز الخير والعطاء في المجتمع المصري، حيث لم يسعَ إلى شهرة أو مقابل مادي، وإنما تحرك بدافع المحبة للناس وحرصه على التخفيف عنهم في أجواء الحر.
حكاية الماء الملثج
خلال مداخلة هاتفية مع البرنامج، تحدث عم محمود ببساطة شديدة عن دافعه قائلاً: "وجعلنا من الماء كل شيء حي، أنا بعمل ده لوجه الله، لا أريد جزاءً ولا شكوراً"، مؤكدًا أنه لم يتقاضَ أي مقابل مادي على ما يفعله، بل يسعى فقط لثواب سقيا الماء، وهو من أعظم القربات إلى الله، خاصة في أيام الحر الشديد.
وأشار عم محمود إلى أنه يستعين بجركن كبير يضعه في الفريزر بمنزله، ثم يحمله معه يوميًا إلى محطة القطار قبل مواعيد عمله بساعات، ليوزع المياه المثلجة على الركاب بقدر استطاعته، راجيًا أن يكون عمله صدقة جارية في ميزان حسناته وحسنات أولاده.
مبادرة فردية ورسالة إنسانية
ما يفعله عم محمود قد يبدو بسيطًا، لكنه يحمل رسالة عميقة عن قيمة العطاء في صمت، حيث حول موقفًا عاديًا إلى عمل إنساني يتحدث عنه الناس بإعجاب. فبفضل مبادرته، شعر الركاب بالرحمة والاهتمام وسط معاناة السفر وحرارة الجو المرتفعة.
وقد أكد يوسف الحسيني أن هذه القصة تجسد الوجه الحقيقي لمصر وأهلها الطيبين، مشددًا على أن أمثال عم محمود هم من يجعلون المجتمع أقوى وأكثر ترابطًا، لأنهم ينشرون الطاقة الإيجابية ويقدمون القدوة الحسنة للآخرين.
ثواب سقيا الماء
أوضح علماء الدين مرارًا أن سقيا الماء من أعظم القربات، لما ورد في الأحاديث النبوية من تأكيد على عظم أجرها. وفي حالة عم محمود، فإن عمله لا يقتصر على تقديم الماء فحسب، بل على تقديمه في وقت يشتد فيه عطش الناس وحاجتهم، ما يضاعف الثواب ويجعل عمله صدقة خالصة لوجه الله.
وعبر يوسف الحسيني عن امتنانه لهذه المبادرة قائلاً: "الثواب عند ربنا كبير، وفي عز الحر، أظن الأجر مضاعف أضعاف. ربنا يكرمك يا عم محمود ويجعل عملك في ميزان حسناتك وحسنات أولادك"، مؤكداً أن مصر تحتاج إلى المزيد من النماذج المشرفة أمثاله.
المجتمع يكرم البسطاء بأعمالهم
لم يكن يتوقع عم محمود أن يلقى كل هذا الاهتمام، فقد كان يفعل ذلك منذ بداية الصيف كعادة شخصية، لكنه فوجئ بأن صورته وهو يوزع المياه تنتشر على نطاق واسع، لتصبح أيقونة للخير في مصر.
وأبدى عدد كبير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي إعجابهم بمبادرته، معتبرين أن الخير ما زال موجودًا في نفوس البسطاء الذين لا يملكون الكثير، لكنهم يعطون بما يستطيعون، ليضربوا أروع الأمثلة في العطاء.

رسالة إنسانية تتجاوز الحدود
قصة عم محمود ليست مجرد موقف عابر، بل رسالة إنسانية تلهم الآخرين على فعل الخير ولو بأبسط الأشياء. ففي زمن يكثر فيه الحديث عن الأزمات، يظل هناك دائمًا نماذج مضيئة تثبت أن القلوب الطيبة قادرة على تغيير حياة الآخرين بابتسامة وكوب ماء بارد.