عاجل

قمة ألاسكا.. من الفائز والخاسر والمهزوم الأكبر في لقاء ترامب وبوتين؟

قمة ألاسكا
قمة ألاسكا

أثارت قمة ألاسكا التي جمعت بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين ، اهتمامًا واسعًا لدى وسائل الإعلام الغربية، التي سارعت إلى تحليل نتائج قمة ألاسكا واستخلاص ما وصفته بـ"الانتصار الروسي الواضح".

وتقاطعت معظم التحليلات الإعلامية الغربية على التأكيد بأن الرئيس الروسي خرج منتصرًا بشكل لافت من هذا اللقاء، بينما بدت مكاسب ترامب ضئيلة، وخسائر الجانب الأوكراني جسيمة، خاصة مع غيابهم عن طاولة النقاش.

قمة ألاسكا
قمة ألاسكا

بوتين المنتصر.. حضور دولي وصورة قوية

رأت وسائل الإعلام الغربية أن بوتين حصل على مكافأة دعائية كبيرة من لقائه مع ترامب، رغم كونه مطلوبًا للمحكمة الجنائية الدولية بسبب اتهامات بترحيل مئات الأطفال الأوكرانيين إلى روسيا، وهي التهم التي ترفضها موسكو وتعتبر مذكرة التوقيف "غير قانونية".

وسلطت التحليلات الضوء على عدد من مؤشرات انتصار بوتين، ومنها:

  • الظهور العالمي البارز خلال يوم القمة.
  • وقوفه ندًا لند مع رئيس دولة عظمى.
  • الاستقبال البروتوكولي الرفيع.
  • عدم اضطراره لتقديم أي تنازلات أو التزامات بشأن وقف إطلاق النار.
  • قدرته على العودة إلى موسكو محمّلاً بمكاسب رمزية تُستثمر محليًا وإعلاميًا.

كما توقعت وسائل إعلام روسية أن تستغل صور بوتين وهو يضحك داخل سيارة ترامب الرئاسية "كاديلاك وان" المعروفة بـ"الوحش"، في تعزيز صورته لدى الرأي العام الروسي، واعتبار القمة "نصرًا جيوسياسيًا".

وأضافت تلك التحليلات أن بوتين نجا مجددًا من عقوبات جديدة كانت متوقعة، خاصة تلك التي هددت صناعة النفط الروسية الحيوية، وهو ما عُدّ إنجازًا إضافيًا في توقيت كان يُفترض أن يشهد تضييقًا غربيًا أكبر عليه.

بوتين في قمة ألاسكا
بوتين في قمة ألاسكا

ترامب في موقع الخسارة السياسية

في المقابل، وُصف دونالد ترامب بأنه الطرف "الخاسر بوضوح"، من منظور الإعلام الغربي، إذ لم يحقق أي تنازل فعلي من بوتين مقابل ما وصف بـ"استقباله الحار" للرئيس الروسي.

وأشار البعض إلى أن ترامب، رغم تصريحاته بأنه لن يكون سعيدًا في حال فشل التوصل إلى وقف إطلاق نار، إلا أنه لم يتمكن من تأمين أي اتفاق، مما جعل محاولاته الدبلوماسية تبدو رمزية أكثر منها عملية.

ومع ذلك، اعتُبر أن ترامب حقق أهدافًا إعلامية وشخصية، إذ أنه يولي أهمية كبيرة للظهور أمام الكاميرات في مشاهد دولية كبرى، وقد نال لحظته من الأضواء، وهو ما قد يُوظفه داخليًا في سياق حملته الانتخابية المقبلة.

الخاسر الأكبر: شعب أوكرانيا وزيلينسكي

أما الخسارة الأبرز، من وجهة نظر وسائل الإعلام الغربية، فقد لحقت بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، والشعب الأوكراني، الذين لم يُدعوا للمشاركة في القمة رغم أن الحرب في بلادهم كانت محور النقاش الأساسي.

وقالت التحليلات إن غياب كييف عن الاجتماع يعني استمرار القصف والهجمات الروسية، واستمرار معاناة المدنيين الأوكرانيين، دون أن يلوح أي حل قريب.

وانعكس هذا الإحباط في ردود الفعل داخل أوكرانيا، حيث اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي موجة من الغضب فور ظهور الصور التي جمعت بوتين وترامب في ألاسكا.

ونشر الفنان الأوكراني المعروف نيكيتا تيتوف رسمًا ساخرًا لخص المزاج العام، مستبدلًا ربطة عنق ترامب الحمراء بـ"المطرقة" في إشارة إلى رمزية الشيوعية، ضمن إطار يربط بين واشنطن وموسكو بشكل تهكمي.

ترامب وزيلنسكي
ترامب وزيلينسكي

انتقادات موجهة إلى ترامب بشأن فعالية القمة

ووجّه بعض المحللين انتقادات حادة إلى ترامب، معتبرين أنه لو كان جادًا فعلًا في وقف القتل في أوكرانيا، لكان اعتمد أساليب ضغط أكثر تأثيرًا مثل فرض عقوبات ثانوية صارمة على قطاع النفط الروسي، ما كان سيضع بوتين تحت ضغط حقيقي.

وفي نظر هؤلاء، فإن الاكتفاء بمشاهد القمة ومجرد الحوار دون إجراءات ملموسة قد يُنظر إليه على أنه تنازل مجاني يُمنح لروسيا دون مقابل، ما يضر بالموقف الغربي ويعزز من وضع موسكو السياسي والاقتصادي.

تم نسخ الرابط