رؤية شرعية متكاملة.. خالد الجندي: العمامة شرف الأمة والالتزام بالمرور واجب

أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أن الدين الإسلامي لا يقف موقف المتفرج أمام شؤون الحياة اليومية، بل يتفاعل مع تفاصيلها وينظمها وفق مقاصد الشريعة، موضحًا أن "العمامة هي شرف الأمة، وهي التي تحمل مسؤولية توجيه المجتمع نحو الطريق الصحيح بالرسالة الدينية".

الدين ومكانة القضايا المجتمعية

أشار خالد الجندي، في حلقة جديدة من برنامج "لعلهم يفقهون" المذاع على قناة dmc، إلى أن تجاهل القضايا المرتبطة بتنظيم حياة الناس، مثل احترام قواعد المرور، يُعد تغييبًا متعمدًا للدين، لأن الإسلام جاء ليحفظ الإنسان في حياته وعلاقاته ومعاملاته. وأكد أن كل إخلال بالقوانين التي وضعت لحماية الأرواح والأموال هو انتقاص من رسالة الدين الحقيقية.

وخلال حديثه، شدد خالد الجندي على أن مخالفة قواعد المرور التي قد تعرّض حياة الآخرين للخطر تعتبر معصية شرعًا، مستشهدًا بفتوى صادرة عن دار الإفتاء المصرية. هذه الفتوى نصّت بوضوح على أن عدم الالتزام بالقوانين المرورية ليس فقط مخالفة قانونية، بل هو محرم شرعًا لأنه يضر بالآخرين ويهدد أمن المجتمع.

دار الإفتاء ومقاصد الشريعة

أوضح خالد الجندي أن القضية ليست مجرد إجراءات شكلية، وإنما جوهرية تمس حماية النفس والمال، وهي من أعظم مقاصد الشريعة الإسلامية، مشيرًا إلى أن الإسلام وضع خمسة مقاصد كلية أساسية: حفظ الدين، وحفظ النفس، وحفظ العقل، وحفظ المال، وحفظ العرض.

أكد خالد الجندي أن أي تهاون بها قد يؤدي إلى إزهاق أرواح بريئة أو إتلاف ممتلكات، مثلما يحدث عند استخدام الهاتف أثناء القيادة أو السير عكس الاتجاه، ووفقًا لدار الإفتاء، فإن قوانين المرور تحقق مقصدين جوهريين من مقاصد الشريعة، هما حفظ النفس وحفظ المال. فهذه القوانين لم تُشرع لتقييد الناس أو إرهاقهم، بل لتنظيم العلاقات بينهم وضمان سلامتهم على الطرق.

الالتزام بالقانون ضرورة شرعية

كما شدد خالد الجندي على أن كل وسيلة أو إجراء أو قانون يحقق مقصدًا من مقاصد الشريعة يجب الالتزام به، لأنه في جوهره امتثال لأوامر الدين، معتبرًا  أن أي اجتهاد فقهي يتجاهل هذه المقاصد يُعد اجتهادًا خاطئًا، لأنه يهدر الغاية التي جاء الإسلام من أجلها.

واختتم خالد الجندي بالتأكيد على أن الالتزام بقوانين المرور واجب ديني قبل أن يكون واجبًا قانونيًا، لأن مخالفتها إثم ومعصية تضيع مقصد حفظ النفس والمال، مبينُا أن حماية الأرواح واجب شرعي لا يجوز التساهل فيه، وأن احترام القوانين المرورية صورة من صور العبادة العملية التي تحقق مقاصد الشريعة في الواقع.

 حماية الأرواح واجب شرعي

بهذا الطرح، يجمع الخطاب الديني بين قدسية العمامة كرمز للقيادة الروحية، وبين التزام المجتمع بالقوانين المدنية كجزء أصيل من الدين، ليؤكد أن الشريعة الإسلامية لا تنفصل عن شؤون الحياة اليومية، بل تضع الضوابط التي تحفظ للإنسان حياته وكرامته وأمانه.