موسكو وكييف.. مستشار أوكراني يكشف أبعاد الصراع وتداعياته الاقتصادية

في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية في شرق أوروبا، عاد ملف الأزمة الأوكرانية ليتصدر المشهد الدولي من جديد، خصوصًا مع تكرار المطالب الروسية بوقف إطلاق النار في منطقة دونباس، وهي المطالب نفسها التي سبق أن طرحتها موسكو العام الماضي، وسط مؤشرات تؤكد أن الهدف الحقيقي يكمن في فرض السيطرة الكاملة على المنطقة الاستراتيجية.
ألقى الدكتور إيفان أوس، مستشار السياسة الخارجية في المعهد الوطني الأوكراني، الضوء على أبعاد الموقف الروسي خلال مداخلة عبر قناة القاهرة الإخبارية، موضحًا أن موسكو تواجه تحديات اقتصادية متراكمة في شرق أوروبا قد تمتد حتى عام 2027، ما يجعل السيطرة السريعة على كامل دونباس مهمة شديدة الصعوبة.
تحديات اقتصادية أمام روسيا
يرى إيفان أوس أن الاقتصاد الروسي يقف عائقًا أمام طموحات الكرملين العسكرية في شرق أوكرانيا. فالمعطيات تشير إلى أن فرض السيطرة الكاملة يتطلب جهودًا عسكرية ضخمة تمتد لعدة أشهر، تشمل نشر آلاف الجنود وتجهيزات لوجستية هائلة، هذه المعادلة، بحسب الخبير الأوكراني، تمثل ضغطًا متزايدًا على صناع القرار في موسكو، الذين يسعون إلى الموازنة بين التصعيد العسكري واستقرار الداخل الروسي.
كما أوضح إيفان أوس أن استمرار العقوبات الغربية المفروضة على روسيا يزيد من تعقيد المشهد، حيث أن التحديات الاقتصادية مرشحة للتفاقم خلال السنوات المقبلة، وهو ما قد يضعف قدرة روسيا على تمويل عمليات عسكرية موسعة في جبهات متعددة.
اجتماع بين ترامب وزيلينسكي
وفي خضم هذه التطورات، أشار إيفان أوس إلى أن الأنظار تتجه نحو الاجتماع المرتقب بين الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. هذا اللقاء، وفقًا لرؤية المستشار الأوكراني، يمثل محطة مفصلية في تحديد ملامح الموقف الدولي من الأزمة، خاصة في ظل ضغوط سياسية أوروبية متزايدة.
وأكد إيفان أوس أن بعض الزعماء الأوروبيين، الذين يتبنون مواقف داعمة لأوكرانيا، ينظرون إلى هذا الاجتماع باعتباره فرصة لممارسة ضغوط إضافية على زيلينسكي لدفعه إلى خيارات سياسية محددة قد تؤثر على مسار الصراع مع روسيا.
ضغوط أوروبية متصاعدة
بحسب إيفان أوس ، فإن عددًا من القادة الأوروبيين يسعون إلى التدخل المباشر في مواقف كييف عبر استخدام ورقة العلاقة مع الولايات المتحدة. وتأتي هذه التحركات في إطار محاولات متكررة للتأثير على القرار الأوكراني ودفعه نحو مواقف تفاوضية أكثر مرونة.
لكن في المقابل، أشار إيفان أوس إلى أن زيلينسكي لا يزال يواجه معادلة صعبة بين الحفاظ على الدعم الغربي وبين عدم تقديم تنازلات جوهرية لروسيا، وهو ما يضعه في موقف حساس أمام الرأي العام الداخلي والشركاء الدوليين.
مستقبل الصراع في دونباس
واختتم إيفان أوس حديثه بالتأكيد على أن الأزمة الأوكرانية لن تشهد حلاً سريعًا، لاسيما أن موسكو تبدو مصممة على الاستمرار في محاولات فرض نفوذها على منطقة دونباس، بينما تواصل كييف الاعتماد على الدعم الغربي لمواجهة هذه الضغوط.
كما شدد إيفان أوس على أن الأشهر المقبلة قد تحمل تحولات جوهرية في موازين القوى، سواء عبر استمرار الضغط الاقتصادي على روسيا أو من خلال التفاهمات السياسية بين واشنطن وكييف، وهو ما يجعل المشهد مفتوحًا على جميع الاحتمالات.

الصراع الروسي الأوكراني
بهذه الرؤية، رسم الدكتور إيفان أوس صورة شاملة عن تعقيدات الصراع الروسي الأوكراني، مبرزًا التحديات الاقتصادية والسياسية التي تواجه موسكو، والضغوط الأوروبية على زيلينسكي، في وقت يظل فيه مستقبل منطقة دونباس معلقًا على تطورات الداخل الروسي والتحركات الدبلوماسية الدولية.