عاجل

حكم مقولة “خد الشر وراح”.. هل تتعارض مع أن دفع الشر أو جلب الخير هو لله وحده؟

خد الشر وراح
خد الشر وراح

تشهد بعض المناطق عادة شائعة يقولها الناس عند وقوع أضرار بسيطة في المنزل، مثل كسر إناء أو فقد شيء، وهي مقولة "خد الشر وراح". ويثير هذا التعبير تساؤلات شرعية حول مدى توافقه مع العقيدة الإسلامية، حيث أن دفع الشر وجلب الخير أمر بيد الله وحده سبحانه وتعالى.

حكم مقولة “خد الشر وراح”

ردت دار الإفتاء على هذا التساؤل، مؤكدة أن هذه المقولة لا تخرج عن دائرة المشروعية، ولا يوجد حرج في تداولها، إذ لا تتعارض مع إيمان المسلم بأن الفعل الحقيقي في دفع الشر أو جلب الخير هو لله وحده. وأوضحت أن هذه العبارة تمثل مجازًا لغويًا شائعًا يُضاف فيه الفعل إلى سببه، وهو أسلوب صحيح في اللغة والشرع، إذ يُضاف الفعل إلى من يقوم به كسبب مادي، مع الاعتقاد بأن الله هو الفاعل الحقيقي.

وأضافت الدار أن الأصل في تعاطي المسلم مع كلام الآخرين هو حسن الظن، وحمل الأقوال على أحسن المعاني، وعدم الإسراع بالتخطئة أو الإنكار إلا عند وجود دليل قطعي على الخطأ. وهذا يستند إلى نصوص قرآنية وأحاديث نبوية تحث على التسامح والتفهم في أحوال الناس.

واستعرض التقرير أثر مراعاة العرف والعادات في الأحكام الشرعية، حيث أكدت النصوص على أهمية احترام الأعراف ما لم تخالف نصوص الشرع، وهذا ما أقره العلماء والفقهاء في قواعد فقهية معروفة، مثل قاعدة "العادة محكمة".

أما عن معنى العبارة "خد الشر وراح"، فأشارت دار الإفتاء إلى أن هذه العبارة تستخدم للتخفيف عن المصاب وللمواساة، وهي تعبير عن التفاؤل بحسن القدر، فالشر الذي وقع قد أُخذ وذهب، وهذا يبعث على الاطمئنان ويدعو للهدوء وعدم الغضب، وهو من القيم التي أمر بها الدين الحنيف.

وأكدت دار الإفتاء أن هذه العبارات تشبه في معناها دعاء النبي صلى الله عليه وسلم للمريض بقوله: "لا بأس طهور إن شاء الله"، وفيها تمني الخير وحسن الظن بالله، وتخطيء من يعتبرها تناقض الإيمان.

ونوه التقرير إلى أن النصوص الشرعية تؤكد أن المؤثر الحقيقي هو الله سبحانه وتعالى، وأن الأسباب مادية فقط تُضاف إليها الفعل مجازًا، كما في قول الله تعالى: ﴿فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ﴾، حيث يُنسب الرزق إلى الناس الذين هم أسبابه، مع الاعتراف بأن الله هو الفاعل الحقيقي.

ختامًا، شددت دار الإفتاء على أن عادات الناس محترمة ما لم تكن محرمة شرعًا، وأن مقولة "خد الشر وراح" لا تخالف العقيدة الإسلامية، بل هي من باب التخفيف، وحسن الظن بالله، والتسليم لقضائه، وبالتالي فلا يجوز إنكارها أو رفضها ما لم يكن هناك دليل شرعي واضح على ذلك.

تم نسخ الرابط