عاجل

تفاصيل خطة الجيش اللبناني لنزع سلاح حزب الله وانسحاب الاحتلال

الجيش اللبناني
الجيش اللبناني

اقترب موعد انتهاء المهلة التي حددها مجلس الوزراء للجيش اللبناني لتقديم خطة شاملة لحصر السلاح بيد الدولة ونزع سلاح حزب الله بحلول نهاية أغسطس 2025، بدأت تظهر تفاصيل هذه الخطة التي تتألف من أربع مراحل رئيسية، وفق مصادر مقربة من دوائر القرار العسكري في لبنان.

وتشير المصادر إلى أن تنفيذ الخطة سيبدأ من المنطقة الواقعة بين نهري الليطاني والأوّلي، والتي تشمل إقليم التفاح، ثم يمتد إلى منطقة البقاع، مرورًا بالضاحية الجنوبية، لينتهي في نطاق بيروت الكبرى.

خطة الجيش اللبناني 

وتتوافق خطة الجيش هذه مع الورقة الأمريكية المعروفة بـ "ورقة براك" المقدمة إلى السلطات اللبنانية سابقًا، بحسب المصادر.

وتُعتبر هذه الخطة إما نقطة انطلاق لإعادة بناء سيادة لبنان وتحقيق الاستقرار، أو مدخلاً لمواجهة أزمة أمنية داخلية محتملة، خاصة في ظل موقف حزب الله الرافض لها وتحذيراته من مخاطر الانزلاق إلى الفتنة.

وتركز المرحلة الأولى من الخطة على نزع السلاح الصاروخي الثقيل الذي يمتلكه حزب الله، تليها إزالة عربات المدفعية المتنقلة والصواريخ متوسطة المدى، بالإضافة إلى تفكيك مخازن الأسلحة والذخائر والمعدات العسكرية الأخرى.

وكان مجلس الوزراء قد كلف الجيش بوضع خطة تنفيذية لنزع سلاح كافة الميليشيات المسلحة، بما في ذلك سلاح حزب الله، على أن تُعرض على الحكومة قبل نهاية أغسطس 2025.

مع اقتراب انتهاء المهلة، تصاعدت ردود الأفعال بين رفض حاد من حزب الله وتهديده بالحرب الأهلية، مقابل ترحيب ودعم دولي من الولايات المتحدة وفرنسا، اللتين وصفتا الخطوة بـ "التاريخية" لاستعادة سيادة الدولة.

تشير المصادر اللبنانية إلى أن هذه الخطة تشكل واقعًا حكوميًا يهدف إلى إنهاء مفهوم "الدولة داخل الدولة"، إلا أن الموقف المعارض لحزب الله المدعوم من إيران يعقّد تنفيذها ويزيد من احتمالات مواجهة أزمات أمنية خطيرة.

تهديد حزب الله للبنان

وفي هذا السياق، أكد المحلل السياسي ميشيل نجم أن تهديدات حزب الله بحرب أهلية في حال تطبيق الخطة قد تؤدي إلى انفجار طائفي جديد في لبنان، داعيًا إلى التعامل مع الملف بحذر ووعي لتفادي كارثة وطنية.

كما أشار نجم إلى تصاعد لهجة التصعيد في خطاب الحزب عقب زيارة علي لاريجاني، أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، مؤكدًا أن ذلك يعكس الدعم الإيراني لحزب الله في الحفاظ على سلاحه وعدم الانصياع لأي قرار بنزعه.

ووصف نجم زيارة لاريجاني بأنها محاولة إيرانية للحفاظ على حزب الله كذراع عسكري إقليمي، في مقابل موقف لبنان الرسمي الرافض للتدخلات الخارجية، مما قد يزيد من احتمالية حدوث صراعات داخلية في البلاد.

أما المحلل ياسين الدويش، فيرى أن خطة نزع السلاح تمثل محاولة جادة من الدولة لاستعادة سيادتها، لكن الظروف المحيطة، مثل الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على الأراضي اللبنانية، تجعل من تنفيذها تحديًا كبيرًا.

ويختتم الدويش بأن لبنان يقف اليوم على مفترق طرق بين استعادة الاستقرار أو الانزلاق نحو أزمة طائفية وأمنية معقدة.

تفاصيل المراحل الأربع لخطة نزع سلاح حزب الله وانسحاب الاحتلال

  • المرحلة الأولى (بين نهري الليطاني والأوّلي، بما يشمل إقليم التفاح): خلال 15 يومًا، يُصدر مرسوم حكومي بنزع السلاح، يترافق مع وقف العمليات الإسرائيلية في المنطقة، ونشر حوالي 10 آلاف جندي من الجيش اللبناني جنوب نهر الليطاني، يشمل ذلك إخلاء مواقع حزب الله وإزالة الأنفاق التي تحفرها المليشيا.
  • المرحلة الثانية (منطقة البقاع): تستغرق 60 يومًا، وتتضمن خطة مفصلة لنزع الأسلحة الثقيلة، مع انسحاب جزئي لقوات الاحتلال وتعزيز الجيش اللبناني بإنشاء نحو 15 نقطة حدودية.
  • المرحلة الثالثة (الضاحية الجنوبية): خلال 90 يومًا، يتم استكمال الانسحاب الإسرائيلي، إزالة الأنفاق، وإعادة تأهيل البنية التحتية المتضررة.
  • المرحلة الرابعة (بيروت الكبرى): بحلول 31 ديسمبر 2025، يتم تفكيك الأسلحة الثقيلة، وتبادل الأسرى بين الأطراف، وتنظيم مؤتمر دولي اقتصادي لإطلاق مشاريع إعادة الإعمار في لبنان.
تم نسخ الرابط