ثلاثون عامًا من الإهمال..«نيوز روم» ترصد صرخة كفر أبو الديب بالشرقية

ثلاثون عامًا من الإهمال… وقرية كاملة على وشك الانهيار،في قلب مركز الإبراهيمية بمحافظة الشرقية، تقع قرية كفر أبو الديب محاصرة بمستنقعات من مياه الصرف الصحي، بلا شبكة صرف منذ أكثر من 30 عامًا. ورغم توسلات الأهالي، ومئات الطلبات الرسمية، ومبادرات الدولة التي وعدت بالحل، ما زالت القرية غارقة حرفيًا في أزماتها. نحو 20 ألف إنسان يعيشون وسط برك آسنة، وأمراض تتفشى، ومنازل تتصدع، بينما تظل وعود التنفيذ حبرًا على ورق.
«أطفالنا في خطر»… شهادة تهز القلوب
من بين أصوات الاستغاثة، يروي الأستاذ سعيد محمدي، أحد أبناء القرية، لمراسلة «نيوز روم»:
«بقالنا أكتر من 30 سنة بنعاني، قدمنا طلبات في كل مكان، حتى في حياة كريمة، لكن النتيجة صفر، القرية كلها عايمة على مياه صرف، الأطفال والستات والرجالة عايشين وسط طفح، ومفيش بيت مش متأثر، سألنا المسؤولين عن سبب التأخير محدش بيرد، إحنا بقينا يائسين».
تكلفة مرعبة… أسر تنهار تحت عبء «الكسح»
في غياب الشبكة، يعتمد الأهالي على سيارات الكسح، لكن الكارثة أن العربة الواحدة تكلف 100 جنيه، وبعض البيوت تحتاج إلى 5 مرات أسبوعيًا، هذا يعني أن أسرة بسيطة قد تدفع 2000 جنيه شهريًا فقط للتخلص من مياه المجاري، أرقام فلكية تفوق قدرة أي بيت ريفي، وتحوّل حياة الناس إلى كابوس اقتصادي ومعاناة بلا نهاية.
منازل تتصدع وأرواح مهددة
الأرض في كفر أبو الديب تشبّعت بالمياه حتى أصبحت الشوارع عبارة عن برك، والبيوت بدأت تتصدع من الأساسات. «الشروخ طالعة في الحيطان، وبيوت ممكن تقع فوق دماغنا»، يقول أحد الأهالي، الروائح الكريهة تسيطر على القرية ليلًا ونهارًا، فيما الأمراض الجلدية تنهش أجساد الأطفال مع كل صيف، وسط مخاوف حقيقية من تلوث مياه الشرب.
الزراعة تختنق… والأرض تصرخ
كفر أبو الديب ليست مجرد منازل، بل حقول وأرض زراعية يعتمد عليها المئات، لكن مياه الصرف تسللت إلى التربة وأفسدت مساحات من الأراضي، فأصبحت أقل خصوبة، مزارعون يؤكدون أن المحاصيل تراجعت جودتها، وأن «الري نفسه اتلوث»، ما يهدد أرزاقهم ومستقبلهم.
أين العدالة؟ قرى مجاورة تتمتع… وكفر أبو الديب محرومة
الأهالي يصرخون، لماذا دخل الصرف الصحي قرية هربيط المجاورة، على بعد كيلومتر واحد فقط، بينما كفر أبو الديب محرومة ،جميع الأوراق جاهزة، اللجان عاينت، والموافقات صدرت، لكن التنفيذ لم يبدأ، الأهالي يصفون الوضع بـ«الإهمال الصارخ»، ويتساءلون هل حياة 20 ألف إنسان أقل قيمة.



نداء عاجل إلى القيادة
أهالي كفر أبو الديب يرفعون صوتهم عبر «نيوز روم» إلى رئيس الجمهورية، رئيس الوزراء ،محافظ الشرقية، رئيس مركز ومدينة الإبراهيمية، شركة مياه الشرب والصرف الصحي،مبادرة حياة كريمة.
مطالبهم واضحة ، إدراج القرية فورًا ضمن خطط التنفيذ العاجلة، جدول زمني مُعلن للبدء والانتهاء ، لجنة طوارئ عاجلة لإدارة الأزمة حتى دخول الشبكة ، دعم مؤقت للأسر في تكاليف الكسح.
«نيوز روم» تحمل الرسالة
من قلب القرية، وبين الشوارع الغارقة والبيوت المتصدعة، تنقل «نيوز روم» صرخة استغاثة 20 ألف مواطن،القضية لم تعد رفاهية أو مطلبًا خدميًا عاديًا، بل قضية حياة أو موت، فهل تتحرك الجهات المسؤولة هذه المرة؟
تجدد «نيوز روم» دعوتها إلى المسؤولين، أنقذوا كفر أبو الديب قبل أن تغرق بالكامل، الناس هنا لا يطلبون سوى العيش بكرامة في بيئة نظيفة وآمنة، أسوة بكل القرى التي تمتعت بخدمة الصرف الصحي.
