ما الفرق بين صلاة التهجد وقيام الليل.. الإفتاء تجيب

يُقبل المسلمون في شهر رمضان وغيره من الأيام على أداء صلاة قيام الليل وصلاة التهجد، طمعًا في الأجر والثواب العظيم. لكن يخلط البعض بين صلاة التهجد وقيام الليل، رغم أن بينهما فرقًا جوهريًا من حيث التوقيت وطريقة الأداء.
قيام الليل.. عبادة شاملة لكل الطاعات
قيام الليل مصطلح عام يشمل أي نوع من العبادة يؤديه المسلم خلال الليل، سواء كان ذلك بالصلاة، الذكر، تلاوة القرآن، الدعاء أو الاستغفار. ويبدأ وقت قيام الليل من بعد صلاة العشاء حتى أذان الفجر، ولا يُشترط فيه النوم قبل أدائه.
يمكن أداء قيام الليل بركعات قليلة أو كثيرة، وليس له حد معين، ويشمل أيضًا صلاة التراويح التي تُؤدَّى بعد العشاء في رمضان.
التهجد.. صلاة خاصة بعد النوم
أما صلاة التهجد فهي نوع خاص من قيام الليل، لكن الفارق الأساسي هو أنه يُشترط النوم قبل أدائها، ثم الاستيقاظ للصلاة في الثلث الأخير من الليل، حيث يكون هذا الوقت أكثر بركة واستجابة للدعاء.
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحث على التهجد لما فيه من خشوع وقرب من الله، كما قال تعالى: “وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَىٰ أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا” (الإسراء: 79)
هل يجوز قيام الليل بغير صلاة:
نعم، يجوز قيام الليل بغير الصلاة، فقيام الليل لا يقتصر على الصلاة فقط، بل يشمل كل أنواع العبادات التي يؤديها المسلم خلال الليل، ابتداءً من بعد صلاة العشاء حتى أذان الفجر.
أشكال قيام الليل غير الصلاة:
1. تلاوة القرآن: حيث يمكن للمسلم أن يقرأ القرآن ويتدبر معانيه، وهذا من أعظم القربات إلى الله.
2. الذكر والتسبيح: مثل قول سبحان الله، الحمد لله، الله أكبر، لا إله إلا الله، والاستغفار.
3. الدعاء: خاصة في الثلث الأخير من الليل، وهو وقت استجابة الدعاء، كما ورد في الحديث الشريف: “ينزل ربنا إلى السماء الدنيا في الثلث الأخير من الليل فيقول: هل من داعٍ فأستجيب له؟ هل من مستغفر فأغفر له؟” (رواه البخاري ومسلم).
4. التفكر والتأمل في خلق الله: وهو نوع من العبادة التي تزيد الإيمان والخشوع.
5. الاستماع للقرآن أو الدروس الدينية: مما يعين على زيادة العلم والتقرب إلى الله