عاجل

الزي المطروحي رمز الهوية والأصالة في صحراء مصر الغربية

الزي المطروحي
الزي المطروحي

يمثل الزي المطروحي أحد أبرز الرموز التي تعكس الهوية الثقافية والاجتماعية لأهالي مطروح، وخاصة أبناء القبائل البدوية في الصحراء الغربية المصرية.

 فهو ليس مجرد ملابس تقليدية، بل إرث متوارث يجسد الأصالة والعادات المتجذرة منذ مئات السنين. 

يتميز هذا الزي بتنوع قطعه، ودقة تفاصيله، والارتباط الوثيق بالبيئة الصحراوية واحتياجاتها.

مكونات الزي المطروحي التقليدي

يتكون الزي المطروحي من عدة قطع أساسية، لكل منها وظيفة ورمز خاص، ومن أبرزها:
• الجرد: قطعة قماشية كبيرة من الصوف الأبيض، يتم ارتداؤها بطريقة خاصة تسمى “تشميل”. يوجد نوعان من الجرد أحدهما خفيف للصيف، والآخر ثقيل للشتاء.
• الشنه أو الصماده: غطاء الرأس الذي يختلف شكله باختلاف المناسبة. 

الشنه عبارة عن طاقية صوفية حمراء اللون، بينما الصماده هي الغترة أو الشماغ.
• الثوب والسروال: الزي الأساسي للرجل، وعادة ما يفضل تفصيلهما يدوي بدلا من شرائهما جاهزين.
• السدرية: سترة قصيرة ترتدى فوق الثوب، تمنح مظهر أكثر أناقة.
• الزبون: سترة داخلية تلبس أسفل السدرية.
• المحزم: حزام يلف حول الخصر، يصنع من الصوف أو الجلد، ويستخدم كعنصر عملي وزخرفي في الوقت نفسه.

الخصائص التي تميز الزي المطروحي

1. الأصالة والرمزية

الزي المطروحي ليس مجرد ملبس، بل هو مرآة لعادات وتقاليد البدو، ويعكس اعتزازهم بهويتهم وثقافتهم الأصيلة.

2. الاعتماد على التفصيل

يفضل أهالي مطروح تفصيل ملابسهم يدويًا بدلًا من شراء الملابس الجاهزة، حيث يختارون الأقمشة والألوان بعناية لتناسب ذوقهم وبيئتهم.

3. تنوع الأقمشة

تتنوع الأقمشة المستخدمة في صناعة الزي المطروحي، وتشمل الأقمشة المحلية وكذلك المستوردة من دول مثل اليابان والصين وإندونيسيا، مما يعكس انفتاح أهل مطروح على التجارة الخارجية مع الحفاظ على خصوصيتهم الثقافية.

4. الزخارف اليدوية

تزين بعض قطع الملابس بتطريزات تقليدية أو نقوش مستوحاة من الطبيعة الصحراوية، وهو ما يمنح الزي لمسة جمالية خاصة.

5. الألوان ودلالاتها

يميل الرجال إلى الألوان الداكنة، بينما ترتدي النساء أزياء زاهية بألوان ساخنة مثل الأحمر، وغالبا ما تكون منقوشة بالورود أو مزينة بخيوط ذهبية، مما يعكس البهجة والتميز في المناسبات الاجتماعية.

دور الزي في الحياة اليومية والمناسبات

لا يقتصر ارتداء الزي المطروحي على الحياة اليومية، بل يبرز بشكل خاص في المناسبات الاجتماعية مثل الأعراس والمهرجانات والاحتفالات القبلية، حيث يصبح رمز للاعتزاز بالهوية ووسيلة للتعبير عن الفخر بالانتماء للتراث.

الزي المطروحي والهوية الثقافية

يحمل الزي المطروحي أبعاد تتجاوز المظهر الخارجي، فهو جزء من الهوية الثقافية التي تميز أهل مطروح عن غيرهم من أبناء مصر. إنه شاهد على تاريخ طويل من التقاليد البدوية الممتدة عبر الصحراء، وحلقة وصل بين الماضي والحاضر.

يبقى الزي المطروحي أكثر من مجرد ثوب تقليدي، فهو لغة صامتة تعبر عن الأصالة والكرامة والانتماء. ومع استمرار الأجيال في ارتدائه والحفاظ عليه، يظل هذا الزي شاهد حي على حضارة الصحراء الغربية وذاكرة لا يمكن أن تمحى من وجدان أبناء مطروح.

تم نسخ الرابط