عاجل

خبير تكنولوجيا يكشف ملامح مبادرة "الرواد الرقميون" لتأهيل الشباب (فيديو)

رواد رقميون
رواد رقميون

في ظل التحولات الرقمية المتسارعة التي يشهدها العالم، أصبح من الضروري الاستثمار في تنمية المهارات الرقمية لدى الشباب لمواكبة التغيرات المتلاحقة في سوق العمل. 

وفي هذا السياق، أكد المهندس محمد عزام، خبير تكنولوجيا المعلومات، أن مبادرة "الرواد الرقميون" تمثل خطوة مهمة نحو تأهيل الكوادر الشبابية، عبر تزويدهم بالمعرفة والمهارات اللازمة لخوض غمار الاقتصاد الرقمي المتنامي، متوقعًا أن تسهم هذه المبادرة في إعداد جيل جديد من المحترفين الرقميين، القادرين على مواجهة التحديات المستقبلية في سوق العمل.

تغيرات ومواكبة رقمية

خلال مداخلة هاتفية عبر قناة "إكسترا نيوز", أوضح عزام أن التطورات التكنولوجية المتسارعة أحدثت تغييرات جوهرية في طبيعة الوظائف، حيث أصبحت المهارات الرقمية أحد المقومات الأساسية التي تحدد مدى قدرة الأفراد على المنافسة في سوق العمل. 

وأضاف أن الأنظمة التعليمية التقليدية لم تعد كافية لتلبية احتياجات السوق الحالي، إذ إن المهارات المطلوبة تتغير بوتيرة غير مسبوقة، مما يستدعي ضرورة التكيف المستمر مع هذه المستجدات من خلال التدريب والتأهيل المستمرين.

وأشار إلى أن التطور الرقمي لم يعد مقتصرًا على قطاع محدد، بل بات عنصرًا جوهريًا في كافة المجالات، من الصناعة والتجارة إلى التعليم والخدمات الصحية، ما يجعل من الضروري أن يكون لدى الأفراد وعي عميق بأدوات التكنولوجيا الحديثة، إضافة إلى القدرة على التعامل معها بمرونة وكفاءة.

التعليم الرقمي ركيزة أساسية

أكد عزام أن مواجهة هذه التحديات تستدعي إعداد محتوى تعليمي وتدريبي عالي الجودة، بالتعاون مع المؤسسات الأكاديمية والمراكز المتخصصة عالميًا في مجال تكنولوجيا المعلومات. 

وشدد على أهمية استخدام الأدوات التعليمية الحديثة، مثل التعلم الإلكتروني، والمنصات التفاعلية، وبرامج المحاكاة الرقمية، التي تساعد على تعزيز الفهم والاستيعاب للمفاهيم التقنية المتقدمة.

وأشار إلى أن مبادرة "الرواد الرقميون" تأتي ضمن هذا الإطار، حيث تسعى إلى سد الفجوة بين التعليم التقليدي ومتطلبات سوق العمل، عبر تقديم برامج تدريبية متخصصة تشمل تحليل البيانات، والذكاء الاصطناعي، والأمن السيبراني، وتطوير البرمجيات، وهي مجالات تشهد نموًا متزايدًا على الصعيدين المحلي والدولي.

وأضاف أن دعم هذه المبادرات يسهم في إعداد كوادر قادرة على المنافسة عالميًا، حيث لم يعد التنافس مقتصرًا على الحدود الجغرافية، بل أصبح يمتد إلى سوق العمل الرقمي المفتوح عالميًا، حيث يتطلب النجاح فيه مهارات تقنية متقدمة.

قاطرة الاقتصاد الوطني

إلى جانب دورها في تطوير المهارات الفردية، أشار عزام إلى أن التحولات الرقمية تلعب دورًا محوريًا في تعزيز الاقتصاد الوطني، إذ تساهم في زيادة كفاءة الإنتاج، ورفع مستوى الخدمات، وتحسين بيئة الأعمال. 

كما أن رقمنة الخدمات الحكومية تُمثل نقلة نوعية في تقديم الخدمات للمواطنين، مما ينعكس إيجابيًا على جودة الحياة ويُسهم في تحقيق تنمية مستدامة.

وشدد على أن تبني الحلول الرقمية لم يعد خيارًا، بل أصبح ضرورة لمواكبة التطورات العالمية، مشيرًا إلى أن الدول التي تستثمر في التحول الرقمي والتكنولوجيا الحديثة تحقق معدلات نمو اقتصادي أسرع، وتتمتع بقدرة أكبر على التكيف مع التحديات الاقتصادية.

المستقبل الرقمي

وأكد على أن العالم يشهد إعادة هيكلة شاملة للأنظمة التعليمية، استجابةً للتحولات السريعة التي يشهدها سوق العمل، موضحًا  أن التحول الرقمي يمثل خطوة أساسية نحو تحقيق التقدم في مختلف القطاعات، داعيًا إلى تعزيز الاستثمار في برامج التدريب الرقمي، ودعم المبادرات التي تهدف إلى تأهيل الشباب بمهارات تواكب المستقبل.

وأكد أن مستقبل سوق العمل سيعتمد بشكل رئيسي على الكفاءة الرقمية، مما يجعل من الضروري إعادة النظر في أساليب التعليم التقليدية، والعمل على بناء منظومة تدريبية حديثة تعتمد على التكنولوجيا والابتكار، لضمان تحقيق معدلات نمو مستدامة وبناء اقتصاد رقمي قوي.

تم نسخ الرابط