عاجل

أعزائي أولياء الأمور المحترمين،
وصلنا معكم إلى مشهد مؤسف يصلح أن يُدرّس في كتب “كيف تدمّر سمعة ابنك بنفسك”، مشهد بطلُه ثلاثة شباب، اثنان منهم من كليات قمة: طب، وسياسة واقتصاد، والثالث شريك في البطولة. سياراتهم: BMW، وGILl، وKIA… لكن عقولهم للأسف موديل قديم بلا تحديثات.
في طريق الواحات، وبينما كانت فتاتان تحاولان العودة إلى بيوتهن بسلام، قرر أبناؤكم أن الطريق مسرح خاص بهم، وأن الفتيات جمهور مجبر على مشاهدة عرض “الرجولة المزعومة”. من المضايقات في المقهى، إلى المطاردة في الشارع، إلى تهديدات من نوع “اقفي يا بت… وإلا هزعلك”، ثم التضييق حتى اصطدمت السيارة الضحية بسيارة نقل، وتحولت حياة الفتيات إلى لحظات رعب حقيقية. النتيجة: إصابات، كسور، وارتجاج في المخ… ومجتمع كامل يسأل: أين كانت التربية؟
يا سادة، هذه الحادثة ليست عن “مراهقة طائشة” ولا “غلطة شباب”، بل عن خلل أعمق: أنتم وضعتم في أيدي أبنائكم مفاتيح سيارات فارهة، لكن لم تضعوا في عقولهم مفاتيح القيم. علمتموهم كيف يحصلون على مجموع يؤهلهم لكلية قمة، لكن نسيتم أن تعلموهم أن القمة الحقيقية هي الأخلاق، لا الشهادات.
إن ما حدث يؤكد أن التعليم بلا تربية مثل سيارة بلا فرامل… مهما كان شكلها أو سعرها، فهي أقرب إلى آلة قتل من وسيلة نقل. والآباء الذين يظنون أن “المستقبل مضمون” لمجرد أن ابنهم يدرس في كلية مرموقة، عليهم أن ينظروا إلى هذه الواقعة ليدركوا أن المستقبل قد يكون مضمونًا… لكن خلف القضبان.
ختامًا، رسالتي إليكم بسيطة: قبل أن تشتري لابنك BMW، اشترِ له ضمير. قبل أن تدخله كلية قمة، أدخله مدرسة الأخلاق. وقبل أن يدهس حياة الآخرين على الطريق… تأكد أنه يعرف معنى كلمة “إنسان”.

تم نسخ الرابط