فاطمة المعدول: جائزة الدولة التقديرية تكريم مفاجئ لمسيرة طويلة من العطاء|فيديو

قالت الكاتبة فاطمة المعدول، خلال حوارها مع الإعلامية منى الشاذلي في برنامج معكم على قناة أون، إن نشأتها في منطقة السيدة زينب وسط خليط من الطبقات الاجتماعية أتاح لها فهمًا عميقًا للفوارق الطبقية في المجتمع المصري.
وأوضحت أن هذا التنوع الاجتماعي كان مدرسة حياتية حقيقية، لكنه لم يكن العامل الأبرز في توجيهها إلى مجال أدب الطفل، بل جاءت نقطة التحول الكبرى مع هزيمة 1967 التي تركت أثرًا نفسيًا وفكريًا عميقًا لديها.
هزيمة 67 وبداية الاهتمام بثقافة الطفل
وأشارت المعدول إلى أن نكسة 67 دفعتها للتفكير في الأجيال الجديدة وكيفية حمايتها من الإحباط واليأس، وهو ما جعلها تتجه للعمل في مجال ثقافة الطفل، ساعيةً إلى تقديم محتوى يزرع الأمل والقيم الإيجابية.
وأكدت أن زواجها من الكاتب المسرحي الراحل لينين الرملي لم يكن السبب المباشر وراء دخولها هذا المجال، بل كان دافعها الأساسي إيمانها بدور الأدب في تشكيل وعي الطفل وبناء شخصيته.
تجربة إدارية مميزة رغم الصعوبات
وكشفت المعدول أنها لم تكن موظفة سهلة على رؤسائها، نظرًا لقناعتها بأن بعضهم لم يكن ملمًا بما يكفي بمجال أدب الأطفال، لكنها في المقابل كانت تحرص على أن تكون مديرًا متفهمًا وداعمًا لمن يعمل معها.
وأضافت أنها كرست حياتها للقراءة والبحث، إلى جانب عملها مع منظمات تهتم بحقوق الطفل، الأمر الذي انعكس بشكل مباشر في أعمالها الأدبية التي جمعت بين الرؤية الثقافية العميقة والحس الإنساني.
إسهامات أدبية وثقافية بارزة
أوضحت الكاتبة أن عملها الميداني ومشاركتها في أنشطة ثقافية خاصة بالأطفال أضافا بعدًا إنسانيًا إلى كتاباتها، لتصبح أعمالها جزءًا من مكتبة الطفل العربي.
وأشارت إلى أن كتاباتها لم تقتصر على القصص الموجهة للصغار فقط، بل شملت أنشطة ثقافية ومسرحية، إيمانًا منها بأن الأدب والفنون أدوات فعّالة في تنمية عقول الأجيال الجديدة.
ترشيح مفاجئ لجائزة الدولة التقديرية
وأعربت المعدول عن صدمتها السعيدة عند تلقيها خبر ترشيحها لجائزة الدولة التقديرية من مكتبة الإسكندرية، مشيرة إلى أن قيمة هذا الترشيح تكمن في كونه جاء من جهة موضوعية ومرموقة.
وأضافت أن الجائزة تمثل اعترافًا بمشوار طويل من العطاء في خدمة الطفل والثقافة، وتعد حافزًا لمواصلة العمل والإبداع.
روح مرحة واعتزاز بالإنجازات
واختتمت الكاتبة حديثها بروح مرحة، مؤكدة أنها ما زالت قادرة على الانبهار رغم مسيرتها الطويلة، وأن قلة المديح من بعض رؤسائها السابقين جعلتها أكثر اعتزازًا بما حققته من إنجازات، وشددت على أن التكريم الحقيقي لأي مبدع هو تأثيره الإيجابي في الناس، وهو ما تعتبره إرثها الأهم للأجيال القادمة.