عاجل

فاطمة معدول: نكسة 67 كانت شرارة انطلاقي في العمل الثقافي|فيديو

الكاتبة فاطمة معدول
الكاتبة فاطمة معدول

في حديث صريح ومؤثر، كشفت الكاتبة فاطمة معدول أن دخولها عالم الثقافة الجماهيرية لم يكن بدافع النشأة أو المصادفة، بل جاء من إحساس وطني خالص عقب نكسة 1967، التي اعتبرتها نقطة تحول في حياتها الفكرية والمهنية.

وخلال لقائها مع الإعلامية منى الشاذلي في برنامج معكم على قناة "ON"، أكدت معدول أن التجربة المريرة للهزيمة دفعتها إلى التفكير في مستقبل جيل جديد يحتاج إلى وعي ومعرفة وثقافة حقيقية، بعيدًا عن التلقين التقليدي.

السيدة زينب وبدايات الوعي الطبقي

أوضحت فاطمة معدول أن نشأتها في حي السيدة زينب كان لها أثر كبير في تكوين وعيها الاجتماعي والسياسي، حيث عاشت وسط خليط متباين من الطبقات؛ بين بقايا الباشوات والرأسمالية غير الوطنية المستغلة، والفقراء البسطاء، والتجار.


وقالت إنها أدركت منذ الصغر أن التمايز الطبقي لا يقتصر على الوضع المادي، بل يمتد إلى الفكر والسلوك، وهو ما جعلها أكثر انحيازًا للعدالة الاجتماعية وقضايا الإنسان.

المسرح... باب لم يكن مخططًا له

 

ذكرت معدول أنها حين دخلت عالم المسرح لم تكن تخطط أبدًا للعمل مع الأطفال، لكن نكسة 1967 جعلتها تتجه نحو فكرة إعداد جيل جديد مسلح بالوعي الثقافي، مؤكدة: "الوطن هو اللي دفعني، مش لا لينين الرملي ولا السيدة زينب".
وبيّنت أن ارتباطها بالكاتب الكبير لينين الرملي كان عاملًا مهمًا في حياتها الشخصية، لكنه لم يكن الدافع وراء دخولها مجال الثقافة أو المسرح.

صدامات مع القيادات بسبب ثقافة الطفل

وتحدثت الكاتبة عن مواقفها الجريئة في العمل، حيث لم تكن الموظفة التقليدية التي تنتظر الترقيات، بل كانت صريحة وناقدة، ما أدى أحيانًا إلى صدامات مع بعض رؤسائها.


وأشارت إلى أن كثيرًا من القيادات في ذلك الوقت لم يكونوا يفهمون في أدب وثقافة الطفل، وهو ما جعلها تعتمد على نفسها في البحث والاطلاع على أحدث الدراسات والكتب المتخصصة.

دمج الفنون بالقضايا المجتمعية

 

وحرصت معدول على الربط بين الفنون والقضايا السياسية والاجتماعية، مثل حقوق الطفل وحقوق الإنسان، مؤكدة أن الفن لا بد أن يكون وسيلة توعية وتغيير.


وأضافت أنها تعاونت مع المجلس القومي للطفولة والأمومة لتطوير برامج ومشروعات ثقافية تستهدف رفع وعي الأطفال بحقوقهم وقيم التسامح والمشاركة.

 

ريادة مفاهيم المشاركة والتسامح في برامج الأطفال

 

تفتخر معدول بأنها كانت من أوائل من أدخلوا مفاهيم المشاركة والتسامح في برامج الأطفال قبل نحو أربعين عامًا، معتبرة ذلك إنجازًا رائدًا ساهم في تغيير النظرة إلى محتوى الطفل في مصر، وترى أن ترسيخ هذه القيم منذ الصغر هو حجر الأساس لبناء مجتمع متماسك يحترم التعددية والاختلاف.

جائزة الدولة التقديرية تكريم غير متوقع

 

وعن ترشيحها لجائزة الدولة التقديرية، كشفت معدول أنها فوجئت بترشيح مكتبة الإسكندرية لها، واعتبرت ذلك تقديرًا عظيمًا لم يكن في الحسبان.


وأشادت بكلمات الدكتور أحمد زايد، مدير المكتبة، التي وصفتها بأنها كانت بمثابة وسام شرف شخصي، مؤكدة أن هذا التكريم يلخص رحلة طويلة من العمل والإصرار على خدمة الثقافة والمجتمع.

تم نسخ الرابط