الدولار يتراجع أمام الجنيه.. قراءة في الأسباب وتوقعات المستقبل

شهدت أسواق الصرف المصرية خلال الأسبوع المنتهي الجمعة 15 أغسطس 2025، تراجعًا ملحوظًا في سعر صرف الدولار الأمريكي أمام الجنيه المصري، إذ انخفض متوسط السعر بنحو 22 قرشًا مقارنة ببداية الأسبوع، ليسجل في بعض البنوك 48.23 جنيه للشراء و48.36 جنيه للبيع، مقابل نحو 48.54 جنيه في مستهل التعاملات الأسبوعية.
هذا التراجع، الذي يُعد من أبرز التحركات الشهرية الأخيرة للعملة الأمريكية، أثار تساؤلات حول أسبابه الحقيقية ودلالاته الاقتصادية، إضافة إلى التوقعات بشأن اتجاهه في الفترة المقبلة.
خريطة حركة الدولار خلال الأسبوع
الجمعة 8 أغسطس: الدولار يسجل ذروته عند 48.54 جنيه.
الأحد 10 أغسطس: استقرار نسبي عند 48.47 جنيه.
الثلاثاء 12 أغسطس: بدء الهبوط إلى 48.45 جنيه.
الأربعاء 13 والخميس 14 أغسطس: استمرار التراجع إلى 48.30 جنيه.
الجمعة 15 أغسطس: استقرار عند مستويات منخفضة بين 48.23 و48.36 جنيه.
أسباب الانخفاض
تحسن موارد النقد الأجنبي
بيانات البنك المركزي أظهرت ارتفاع تدفقات العملة الصعبة، مدفوعة بزيادة إيرادات السياحة، وتحويلات المصريين بالخارج، ونمو الصادرات الزراعية والصناعية.
سياسات نقدية متوازنة
البنك المركزي اعتمد سياسة ترك سعر الصرف يتحدد وفق آليات السوق، ما عزز الثقة لدى المستثمرين والمواطنين.
العامل النفسي في السوق
توقعات استمرار تراجع الدولار دفعت حائزيه إلى البيع، ما رفع المعروض وساهم في مزيد من الانخفاض.
تحسن الأسواق العالمية
تراجع مؤشر الدولار عالميًا خفف من الضغوط على الجنيه المصري.
آراء الخبراء
قال الدكتور مدحت نافع، الخبير الاقتصادي، إن ما شهدته السوق "ليس مجرد حركة عابرة"، بل يعكس تحسنًا في المؤشرات الكلية للاقتصاد، لكنه ربط استمرار الانخفاض بالحفاظ على وتيرة تدفقات النقد الأجنبي.
في المقابل، يرى حسن الصادي، الخبير الاقتصادي، أن السوق ما زال عرضة للتقلبات، محذرًا من صدمات خارجية أو زيادة مفاجئة في الطلب على الدولار.
التوقعات المستقبلية
سيناريو إيجابي: استمرار تدفقات النقد الأجنبي مع استقرار أسعار السلع الأساسية قد يدعم الجنيه في الأسابيع المقبلة.
سيناريو متذبذب: أي اضطرابات عالمية أو قفزات في معدلات الاستيراد قد تعيد الضغوط على العملة المحلية.