مصر ترفض.. وخبراء: جنون وغطرسة اسرائيلية
"مشروع إسرائيل الاستيطاني" خطوة لفصل القدس عن الضفة وإنهاء حلم الفلسطينيين

عادت القدس الشرقية تتصدر مشهد المواجهة بين الفلسطينيين وجيش لإحتلال الإسرائيلي، ولكن هذه المرة عبر خطة استيطانية تُعد بأنها الضربة القاضية لفكرة الدولة الفلسطينية، حيث أثار حديث الوزير الإسرائيلي المتطرف بتسلئيل سموتريتش عن أعاد إحياء مشروع ظل حبيس الأدراج منذ 2012 وهو خطة لبناء 3400 وحدة سكنية في الضفة الغربية، غضبًا عربيًا وانتقدات عالمية.
الدولة المصرية أعلنت عن إدانتها بأشد العبارات إعلان وزير المالية الإسرائيلي الموافقة على بناء ٣٤٠٠ وحدة استيطانية فى محيط مدينة القدس المحتلة فى خطوة جديدة تعكس اصرار الحكومة الاسرائيلية على التوسع في الاستيلاء على الأراضى الفلسطينية وتغيير الوضع الديموغرافي للأراضي التي تحتلها، في خرق فاضح وانتهاك سافر للقانون الدولي وقرارات مجلس الامن ذات الصلة والمواثيق الدولية.
وتستنكر مصر التصريحات المتطرفة الصادرة عن الوزير الاسرائيلى الداعية لفرض السيادة الإسرائيلية والتوسع الاستيطاني في الضفة الغربية في مؤشر جديد على الانحراف والغطرسة الاسرائيلية والتي لن تحقق الامن أو الاستقرار لدول المنطقة بما فيها اسرائيل طالما لا تستجيب لتطلعات الشعب الفلسطيني المشروعة.
وتشدد مصر رفضها القاطع لتلك السياسات الاستيطانية والتصريحات المستهجنة التي تصدر عن مسئولين في الحكومة الإسرائيلية والتي تؤجج مشاعر الكراهية والتطرف والعنف. وتجدد مصر تحذيرها لاسرائيل من الانسياق وراء معتقدات وهمية بتصفية القضية الفلسطينية وتجسيد ما يسمى "باسرائيل الكبرى"، وهو أمر لا يمكن القبول به أو السماح بحدوثه.
وتجدد مصر التأكيد على أن التوجهات الاسرائيلية التوسعية تتعارض تماما مع الجهود الإقليمية والدولية الحثيثة الرامية لإرساء السلام العادل والدائم والشامل في منطقة الشرق الأوسط بين جميع شعوب المنطقة، وان اى محاولة لتصفية القضية الفلسطينية من خلال مخطط التهجير ومصادرة الأراضي وبناء المستوطنات ستظل محاولات يائسة ومصيرها الفشل.
وتجدد مصر تأكيدها أنه لا بديل عن تنفيذ حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية وفقاً لمبادئ القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة لتحقيق السلام والامن فى منطقة الشرق الأوسط، وان استمرار إسرائيل في اتباع السياسات الرافضة لتبنى خيار السلام بالمنطقة والإصرار على تبنى السياسات المتطرفة هو المصدر الرئيسى لعدم الاستقرار بالمنطقة.
الرئاسة الفلسطينية : مشاريع الاستيطان الجديدة مرفوضة

ووصفت وزارة الخارجية في السلطة الفلسطينية خطة الاستيطان الجديدة بأنها امتداد لـ"جرائم الإبادة الجماعية والتهجير والضم"، وصدى لتصريحات نتنياهو بشأن ما أسماه "إسرائيل الكبرى".
وقال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، "إن مشاريع الاستيطان الجديدة التي أعلن عنها لبناء 3401 وحدة استيطانية جديدة في المنطقة إي1 الواقعة بين القدس ومستوطنة معاليه أدوميم، واستمرار حرب الإبادة في قطاع غزة، وتصاعد إرهاب المستوطنين لن يحقق سوى المزيد من التصعيد والتوتر وعدم الاستقرار".
وحمّل أبو ردينة "حكومة الاحتلال" مسؤولية هذه التصرفات الخطيرة وحذر من تداعياتها، مشيراً إلى أن هذا الإعلان الاستيطاني الخطير يترافق مع تصريحات نتنياهو حول ما يسمى بإسرائيل الكبرى. كما حمّل الإدارة الأمريكية مسؤولية وقف إجراءات الاحتلال الإسرائيلي، مؤكداً أن "هذه الحروب لا جدوى منها، وكذلك الاعتداءات والتصرفات غير المسؤولة والعدوانية لن تخلق سوى واقع مخالف للشرعية الدولية والقانون الدولي".
حكومة نتنياهو رهينة المتشددين وتدفع المنطقة نحو كارثة

ومن جهته، أكد الكاتب الصحفي أسامة الدليل، أن حكومة بنيامين نتنياهو الحالية تمثل ائتلافًا من أحزاب دينية متشددة، ما يجعل المجتمع الإسرائيلي يعيش حالة من التطرف، خاصة التطرف الديني.
وأوضح "الدليل" في تصريح خاص لـ"نيوز رووم"، أن تصريحات نتنياهو كثيرًا ما تعكس خطابًا خرافيًا وغير عقلاني، مرتبطًا بالأفكار الدينية المتطرفة المنتشرة داخل إسرائيل.
وهم إسرائيل الكبرى يسيطر علي عقل نتنياهو
وأشار الدليل، إلى أن نتنياهو يواجه تناقضات داخلية، إذ يرفع شعارات "إسرائيل التوراتية" و"إسرائيل الكبرى"، وفي الوقت نفسه يواجه إشكالات مع المتدينين الحريديم (اليهود الأصوليين) الرافضين للخدمة العسكرية.
وأضاف، أن نتنياهو لا يحكم إسرائيل فعليًا، بل تسيطر على القرار شخصيات متطرفة مثل إيتمار بن غفير وآخرين، ما يضع البلاد في مأزق سياسي وأمني خطير، ويدفع المنطقة نحو مواجهة حتمية وكارثة محتملة.
الاستيطان الإسرائيلي اعتداء سافر ويشعل المنطقة بالحروب

فيما أكد الدكتور طارق البرديسي، الخبير في الشؤون الدولية، أن البيان المصري الأخير يعكس بوضوح موقف القاهرة الثابت الداعي للسلام والاستقرار، محذرًا من خطورة السياسات الإسرائيلية التي تسعى لفرض أمر واقع على الأرض دون أي سند قانوني أو شرعية دولية.
وأوضح "البرديسي" في تصريح خاص لـ"نيوز رووم"، أن إقامة آلاف الوحدات السكنية في الضفة الغربية تمثل التهامًا للأراضي الفلسطينية واعتداءً صارخًا على حقوق الشعب الفلسطيني، باعتبار الضفة جزءًا لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية التي تُعد أساس حل الدولتين.
وشدد الخبير في الشؤون الدولية، على أن هذه السياسات تضع التطرف والإرهاب في عجلة التسوية السياسية، وتفتح الباب أمام موجات عنف متبادل تزيد من توتر المنطقة وعدم استقرارها.
وانتقد البرديسي تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير المالية بشأن بناء أكثر من 3400 وحدة استيطانية جديدة، معتبرًا أنها تصريحات استفزازية وإجرامية تعبر عن أفكار متطرفة.
وأكد علي أن مصر تحذر من خطورة عدم الالتزام بالقانون الدولي، وأن هذه الممارسات الإرهابية والمتطرفة لن تجلب أبدًا سلامًا أو استقرارًا، بل ستدفع المنطقة إلى مزيد من التأزيم والاشتعال.