رئيس تحرير نيوزيك الأمريكية: حان الوقت لتصنيف الإخوان منظمة إرهابية

تتصاعد في الولايات المتحدة الأمريكية الدعوات المطالبة بتصنيف جماعة الإخوان المسلمين كمنظمة إرهابية، في خطوة تستكمل بها محاولات أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال ولايته الأولى، بالتوازي مع تحركات جارية داخل الكونجرس ووزارة الخارجية الأمريكية لدفع هذا الملف إلى واجهة السياسة الرسمية.
كما تتزايد التحذيرات في وسائل الإعلام الأمريكية من الخطر الذي تمثله الجماعة، خاصة من ناحية امتدادها الدولي وتأثيرها على الأمن القومي الأمريكي.
تصنيف الإخوان جماعة إرهابية
وفي مقالة نُشرت بمجلة "نيوزويك" تحت عنوان "لقد حان الوقت لتصنيف الإخوان منظمة إرهابية"، وجّه الكاتب جوش هامر، رئيس تحرير المجلة، انتقادات حادة إلى ما وصفه بتعامل الولايات المتحدة مع الجماعة بـ"الخليط الخطير من السذاجة والتغاضي"، محذرًا من عواقب استمرار هذا النهج.
وأكد هامر أن جماعة الإخوان ليست مجرد حركة ذات طابع ديني أو سياسي، بل منذ نشأتها قبل نحو قرن، كانت المصدر الأيديولوجي الأساسي للعديد من التنظيمات الإرهابية، مثل تنظيم القاعدة وحركة حماس، معتبراً أن جميع الإدارات الأمريكية، سواء جمهورية أو ديمقراطية، فشلت حتى الآن في تصنيف الجماعة وفروعها المختلفة بما تستحقه ككيانات إرهابية.
وأضاف الكاتب أن تجاهل تصنيف الجماعة رسميًا مكّنها من اختراق النظام السياسي الأمريكي، والعمل على تمويل التطرف تحت غطاء من الأنشطة الخيرية أو التوعوية.
وأوضح أن الجماعة تسعى إلى إقامة خلافة إسلامية وفق منهجها، مستشهدًا بما أسماه بـ"الثنائية الخطيرة" التي تتبناها، إذ تقدم نفسها في الغرب كحركة معتدلة بينما تروج في الشرق الأوسط لأفكار الجهاد والتوسع.
رئيس تحرير نيوزويك: حماس أحد أفرع الإخوان في فلسطين
وضرب مثالًا بحركة حماس، مؤكدًا أنها ليست فقط متأثرة بفكر الإخوان بل هي فرعهم الفلسطيني، مستشهدًا بالمادة الثانية من ميثاق تأسيسها والتي تنص على أن حماس "جناح من أجنحة الإخوان المسلمين في فلسطين".
وأضاف أن ما يرد في ميثاق حماس هو صلب الفكر الجهادي المعاصر، ومع ذلك لا تزال فروع الجماعة الأخرى مستثناة من قوائم الإرهاب الأمريكية.
وأشار هامر إلى أن النخب الغربية تعرضت للخداع بسبب التباين في أسلوب الجماعة، ففي العلن تدعو الإخوان إلى تدمير الحضارة الغربية، بينما في الغرب يظهرون بمظهر المعتدلين، يرتدون البدلات ويتحدثون بلغة دبلوماسية داخل أروقة السلطة، مستغلين الحماية القانونية وغطاء الحقوق المدنية.
كما وجّه هامر انتقادات شديدة إلى منظمة "كير" (CAIR)، مشيرًا إلى أنها كانت متهمة ضمنيًا في أكبر محاكمة تمويل إرهاب في تاريخ الولايات المتحدة، ولها ارتباطات واضحة بالإخوان.
ورغم ذلك، لا تزال المنظمة نشطة داخل الولايات المتحدة، وتستفيد من غطاء قانوني وإعلامي، خاصة من بعض الشخصيات المنتخبة من الحزب الديمقراطي.
وأكد هامر أن هناك سوابق دولية واضحة لتصنيف الإخوان كمنظمة إرهابية، كما حدث في مصر والسعودية والإمارات والبحرين وروسيا والأردن، متسائلًا عن السبب الذي يمنع واشنطن من اتخاذ الموقف نفسه.
واعتبر أن هذا التصنيف سيمنح أجهزة الأمن والاستخبارات الأمريكية أدوات قانونية جديدة لتفكيك البنية التحتية للجماعة وشبكات تمويلها.
واختتم الكاتب مقاله بتأكيد أن الإخوان لا يمثلون شريكًا في الديمقراطية، كما روج مؤيدو "الربيع العربي"، بل هم حسب وصفه "الأساس الأيديولوجي للإرهاب المعاصر"، داعيًا إلى إنهاء سياسة التغاضي التي استمرت لعقود.