بعد السخرية من شهداء غزة.. Zara تفتتح أكبر فروعها في تل أبيب

تمتلك العلامة التجارية للازياء الجاهزة زارا Zara، شركة تدعى Inditex والتي تمتلك عدد من الماركات أشهرها Breshka، وقررت الشركة هذا العام افتتاح أكبر فرع لعلامة زارا في العالم في تل أبيب على الأراضي الفلسطينية المحتلة.
أفتتاح زارا أكبر فرع في العالم في تل أبيب
جاء هذا القرار في ظل المجازر والإبادة الجماعية والتفكير في مصالحهم الخاصة.

حملة مقاطعة لعلامة زارا
جاءت حملات لمقاطعة علامة زارا وشركة Inditex التي تمتلها بهدف أنخفاض أرباحها.
ودعت حركة المقاطعة “أصحاب الضمائر الحية حول العالم إلى مقاطعة زارا، العلامة التجارية الرائدة لشركة إنديتكس الإسبانية متعددة الجنسيات، لضلوعها العميق والمتزايد في نظام إسرائيل الاستعماري الاستيطاني والفصل العنصري والإبادة الجماعية”.

ما هي زارا؟
تأسست شركة زارا عام 1974 في مدينة لاكورونيا شمال إسبانيا على يد رجل الأعمال الإسباني أمانسيو أورتيغا وشريكته روزاليا ميرا، وبدأت كمحل صغير لبيع الملابس منخفضة التكلفة، ثم توسعت بسرعة بفضل نموذجها المبتكر في تصميم وإنتاج وتوزيع الأزياء.
وتعد زارا العلامة التجارية الأشهر ضمن مجموعة إنديتكس “INDITEX”، وهي واحدة من أكبر شركات الأزياء في العالم، وتمتلك علامات أخرى مثل ماسيمو دوتي، بيرشكا، بول آند بير، وغيرها.
وتعتمد زارا على ما يُعرف بـ”الأزياء السريعة – Fast Fashion”؛ أي إنتاج مجموعات جديدة من الملابس بشكل متكرر وسريع، استجابة لاتجاهات الموضة العالمية، حيث يتم تصميم وإنتاج الملابس في فترات زمنية قصيرة جدًا قد تصل إلى أقل من أسبوعين، لتصل مباشرة إلى المتاجر.
وبحسب منصة “بويكات – Boycat”، تُصنّف “إنديتكس” في المستوى الثاني على مؤشرها للتسوق الأخلاقي، مما يعني وجود مخاوف كبيرة بشأن علاقاتها التجارية وممارساتها الأخلاقية.
ويذكر أن “بويكات” عبارة عن تطبيق ومنصة إلكترونية تتيح للمستخدمين البحث عن العلامات التجارية ومسح الرموز الشريطية (الباركود) للمنتجات ليتعرفوا إذا كانت متوافقة مع قيمهم الأخلاقية، وتوفر بدائل أخلاقية عند الحاجة.

لماذا زارا؟
في مطلع عام 2025، ومع تواصل حرب الإبادة ضد قطاع غزة، افتتحت زارا أكبر متجر لها على الإطلاق بالقرب من تل أبيب، وهو متجر رئيسي بمساحة 4500 متر مربع في مجمع “بيغ فاشون غليلوت”، مما يعزز الروابط الاقتصادية لها مع “إسرائيل”.
وقالت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية عن هذه الخطوة إن “هذا الابتكار الكبير هو أول دمج على الإطلاق في إسرائيل لمتاجر زارا وزارا هوم تحت سقف واحد، مما يتيح للمستهلكين شراء كل ما يحتاجونه من الملابس والأحذية والإكسسوارات إلى الأثاث وإكسسوارات المنزل كل ذلك في مكان واحد”.
ورغم جرائم الاحتلال الإسرائيلي المختلفة في غزة، والموثقة بشكل واسع من قبل الأمم المتحدة وكبرى منظمات حقوق الإنسان العالمية، حرصت زارا على الالتزام بـ”الأخلاق البيئية” عندما أعلنت عن متجرها الضخم في “إسرائيل”.
وصرحت إدارة المتجر: “تعمل زارا باستمرار على تقليل الأثر البيئي لعملياتها، وتشجع برامج إعادة التدوير والاستخدام لدعم الاقتصاد الدائري وتقليل استهلاك المواد الخام الجديدة”.
وأضافت: “هدفنا هو استكمال الثورة الخضراء بحلول عام 2040، كجزء من رؤية إنديتكس العالمية (الشركة الأم) للاستدامة والمسؤولية البيئية”.
وقالت حركة المقاطعة إن هذا التوسع يُعزز الروابط الاقتصادية لزارا مع “إسرائيل”، حيث تدير العلامة التجارية بالفعل عشرات المتاجر، بينما يأتي ذلك في وقت يرتكب فيه نظام الإبادة الإسرائيلي عمليات قتل جماعي وتهجير قسري وتدمير للحياة الثقافية الفلسطينية دون أي عقاب.
السخرية من الشهداء
ديسمبر 2023، أطلقت زارا حملةً إعلانية بعنوان “السترة – The Jacket”، تُصوّر عارضات أزياء ملفوفات بأكفان بيضاء بجانب تماثيل منهارة.
وأثار الإعلان ردود فعل غاضبة من الجمهور، الذي اعتبره تلميحًا مباشرًا إلى الإبادة الجماعية المستمرة في غزة، فقامت العلامة التجارية بحذفه وتقديم اعتذار مبهم دون التطرق إلى علاقاتها بـ”إسرائيل”.


وأظهر الإعلان عارضات أزياء مع منحوتات مكسورة ملفوفة بالبلاستيك والقماش، وجادل نقاد بأن الصور تُذكّر بالصور القادمة من غزة، والتي تُظهر ضحايا الهجمات الإسرائيلية وهم يعانقون جثث أحبائهم المتوفين.
وفي بيان لها على حسابها على منصة “إنستجرام”، أعربت زارا عن أسفها لشعور بعض العملاء “بالإهانة” من صور حملتها، وأنها “تأسف لسوء الفهم هذا”.
وأوضحت: “تُقدم الحملة، التي وُضعت تصوراتها في تموز/ يوليو وصُوّرت في أيلول/ سبتمبر (من عام 2023)، سلسلة من الصور لمنحوتات غير مكتملة في استوديو نحات، وقد أُنشئت لغرض وحيد هو عرض الملابس المصنوعة يدويًا في سياق فني”.
وعلى الرغم من أن رسالة زارا لم تذكر فلسطين أو غزة، إلا أن الشركة، من خلال ذكرها تاريخ إنشاء الحملة، تزعم أنها وُضعت قبل بدء حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة في أكتوبر 2023.