عضو بالبرلمان اللبناني: حياة شعبنا ليست تحت وصاية حزب أو طائفة

قال النائب في البرلمان اللبناني وضاح الصادق إن السلم الأهلي لا يجب أن يكون موضع ابتزاز أو وسيلة لاستثارة العصبيات الطائفية والمذهبية، مشددًا على أن حياة اللبنانيين ليست رهنًا بيد حزب أو فريق أو طائفة.
وفي تغريدة له على منصة "إكس"، أضاف الصادق: "من الآن فصاعدا، فإنّ حياتنا وأمننا ورفاهيتنا وازدهارنا هي مسؤولية الدولة اللبنانية، السِّلم الأهلي هو إرادة وطنية خالصة، لحماية الشعب والجيش والدولة".
نعيم قاسم: لن نتخلى عن السلاح
وفي المقابل، أكد الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أن الحزب لن يتخلى عن سلاحه ما دام الاحتلال قائمًا والعدوان مستمرًا، معتبرًا أن "المعركة الكربلائية مستمرة ضد المشروع الأميركي – الإسرائيلي"، ومضيفًا:
"نحن واثقون من النصر، ونحمّل الحكومة اللبنانية كامل المسؤولية عن أي فتنة قد تقع. نحن لا نسعى إليها، لكن هناك من يعمل على إذكائها".
وفي كلمة ألقاها الجمعة خلال مراسم إحياء ذكرى أربعينية الإمام الحسين عليه السلام ضمن المسيرة التي نُظمت في بعلبك، قال قاسم إن الحكومة تتحمل المسؤولية في تخلّيها عن واجبها في الدفاع عن لبنان وسيادته، مضيفًا:"لستم معذورين إن اتخذتم قرارات تمسّ سلاح المقاومة"، مشددًا: "دافعوا عن لبنان، وتعالوا لنبنيه معًا، لأن بناء الوطن لا يتم بجزء من مكوّناته دون الآخر. هذا وطننا جميعًا، وسيادته مسؤوليتنا المشتركة. وإلا، فلا حياة للبنان إن انقسم أبناؤه بين طرفين".
وأشار إلى أن القرار الصادر عن الحكومة في الخامس من الشهر الجاري، والذي يقضي بتجريد الحزب من سلاحه، إنما يجرّد لبنان وشعبه من وسيلته الدفاعية الأساسية في وجه أي عدوان، موضحًا أن هذا القرار "يسهّل استهداف المقاومين وعائلاتهم، وطردهم من منازلهم"، وفق تعبيره.
وتابع:"كان الأجدى بالحكومة أن تطرد الاحتلال الإسرائيلي أولًا، وأن تحصر السلاح بمنع وجود السلاح الإسرائيلي داخل الأراضي اللبنانية. إلا أن الحكومة، سواء عن قصد أو من دون قصد، تنفذ قرارًا أمريكيا يخدم المشروع الإسرائيلي".
وسأل قاسم: "هل أسعدكم أن يثني نتنياهو على قراركم؟ لاحظوا التصريحات الإسرائيلية وارتياحهم الواضح!".
ودعا إلى العودة لمبدأ النقاش الوطني: "سبق أن دعوناكم لطرد الاحتلال، وبعدها نحن مستعدون للنقاش في استراتيجية دفاعية وطنية. لا حجة لكم أنكم واقعون تحت ضغوط خارجية، إذا جاءك المعتدي ليخّيرك بين قتل ولدك أو أن تقتله، فهل تقبل؟ وهل تغريك أموال الدنيا بقتل ابنك؟ أنتم بهذا القرار كمن يقتل أبناءه، وهذا موقف مرفوض. لا تعيشوا تحت التهويل".
تحذير من تفكك لبنان بسبب الانقسام الداخلي
وسأل: "هل يمكن أن يبقى لبنان قائمًا إذا اعتدى شريكه على شريكه؟ لن يبقى الوطن حينها".
وأضاف: "إن كنتم غير قادرين على المواجهة، فاتركوها لنا. لا نطلب منكم التصدي، فقط دعونا نواجه. وكما فشلت الحروب السابقة على لبنان، ستفشل اليوم أيضًا".
ودعا قاسم الحكومة إلى عقد اجتماع طارئ لوضع خطة مواجهة للعدوان الإسرائيلي وبناء الوطن، بدلًا من الاستسلام لما وصفه بـ"التغوّل الأميركي الإسرائيلي"، متسائلًا: "ألم تروا رئيس أركان العدو يجول في الجنوب المحتل؟ ألم تسمعوا نتنياهو يتحدث عن إسرائيل الكبرى؟".
وانتقد دعم بعض الدول العربية لإسرائيل، قائلًا: "نتمنى أن يصمتوا، بدل أن يساندوا العدوان على المقاومة".
قاسم يزعم أن قرار الحكومة خرق للدستور والميثاق الوطني
ورأى قاسم أن الحكومة اتخذت قرارًا خطيرًا جدًا، اعتبره انتهاكًا للميثاق الوطني والدستور الذي ينص على عدم شرعية أي سلطة تناقض مبدأ العيش المشترك، مشيرًا إلى أن البيان الوزاري للحكومة تحدث عن استراتيجية دفاعية، متسائلًا: "أين هي هذه الاستراتيجية؟ أنتم تحاولون سحب الشرعية من سلاح المقاومة؟ لن تفلحوا، لأن شرعية المقاومة لا تُمنح منكم، بل أخذتها من اتفاق الطائف والدستور وتضحيات الشهداء".
وأكد أن الجيش اللبناني لا يجب أن يُزج في صراعات داخلية، مضيفًا: "سجل الجيش ناصع، وقيادته لا ترغب في الانجرار إلى فتنة".
حزب الله وأمل أجّلا النزول إلى الشارع
وقال قاسم إن البعض استغرب عدم نزول الحزب إلى الشارع بعد قرار الحكومة، حتى السفارة الأميركية، على حد تعبيره.
وأوضح: "اتفق حزب الله وحركة أمل على تأجيل أي تحرك ميداني، إيمانًا بوجود فرصة أخيرة للحوار أو لتعديل القرار، ولكن إذا فُرضت المواجهة، فنحن جاهزون، وقد يكون التحرك في الشارع أو باتجاه السفارة الأميركية أو غير ذلك، ولكل حادث حديث".
وأضاف أن المشاركة في الحكومة مستمرة لمحاولة تصحيح المسار، وأن الحزب لن يتخلى عن المقاومة، التي وصفها بأنها: "شرف وعزة وكرامة، لا تنتظر شهادة رسمية من أحد".