تقرير إسرائيلي: الجيش أنشأ وحدة لتزيف الحقائق.. بررت قصف المشافي واغتيال الصحفيين
الجيش أنشأ وحدة لتزيف الحقائق.. بررت قصف المشافي واغتيال الصحفيين|تفاصيل كاملة

بعد هجوم 7 أكتوبر، أنشأ الجيش الإسرائيلي وحدة خاصة عُرفت باسم “خلية الشرعية”، لتكون أداة دعائية موجهة تهدف إلى جمع معلومات استخباراتية من غزة يمكن استخدامها في تحسين صورة إسرائيل دوليًا، خصوصًا عند تصاعد الانتقادات في الإعلام العالمي ضد سياساتها العسكرية.
تصورين الصحفيين كعملاء لحماس
بحسب ثلاثة مصادر استخباراتية تحدثت لمجلة +972 الإسرائيلية، عملت هذه الوحدة على البحث عن أدلة يمكن رفع سريتها وتوظيفها دعائيًا، مثل اتهام حركة حماس باستخدام المدارس والمستشفيات لأغراض عسكرية، أو توثيق إطلاق صواريخ فاشلة من قبل جماعات فلسطينية تسببت بقتل أو إصابة مدنيين في القطاع.
كما كُلّفت بالتحري عن صحفيين في غزة لتصويرهم كعملاء أو أعضاء في حماس، بهدف تخفيف الغضب الدولي الناتج عن استهداف الصحفيين.
المصادر أوضحت أن نشاط الخلية لم يكن ذا طبيعة أمنية بقدر ما كان موجهًا للعلاقات العامة، وأن القيادة السياسية الإسرائيلية كثيرًا ما حددت للجيش المجالات التي ينبغي التركيز عليها. كذلك، كانت المعلومات التي تجمعها الوحدة تُنقل بانتظام إلى الولايات المتحدة عبر قنوات مباشرة، في إطار مساعٍ لضمان استمرار الدعم العسكري والسياسي الغربي لإسرائيل وإطالة أمد الحرب.
اتهمت المصادر الوحدة أحيانًا بتحريف أو تضخيم المعلومات الاستخباراتية، كما في حالة الصحفيين أنس الشريف وإسماعيل الغول. فبالنسبة للشريف، استند الجيش إلى وثائق زعم أنها تثبت تجنيده في حماس عام 2013، لكنه أصيب عام 2017 وتوقف عن أي نشاط، ما يعني أن الوثائق – حتى لو كانت صحيحة – لا تثبت مشاركته في الحرب الحالية. أما الغول، فقد قتل في غارة جوية في يوليو/تموز 2024، واتهمه الجيش بأنه “إرهابي من النخبة”، مستندًا إلى وثيقة تعود لعام 2021 تزعم منحه رتبة عسكرية عام 2007، وهو ما كان مستحيلًا لأنه كان في العاشرة من عمره حينها.
ومن أبرز عمليات الخلية ما جرى عقب انفجار مستشفى الأهلي في 17 أكتوبر 2023، حيث اتهمت وزارة الصحة في غزة إسرائيل بقتل نحو 500 شخص في غارة جوية، بينما ردت إسرائيل بأن السبب كان صاروخًا أطلقته “الجهاد الإسلامي” بالخطأ. سارعت خلية الشرعية إلى نشر تسجيل صوتي منسوب لعناصر في حماس يؤكدون ذلك، لكن ناشطًا فلسطينيًا أكد لاحقًا أن صوته استُخدم في سياق مختلف، وأن المحادثة لم تكن لها علاقة بالحادث.
تعامل الاحتلال مع الإعلام كساحة معركة موازية
تعامل الجيش الإسرائيلي، وفق المصادر، مع الإعلام كساحة معركة موازية للجبهة العسكرية، حيث جرى رفع السرية عن معلومات حساسة ونشرها علنًا لخدمة الأهداف الدعائية.
حتى وحدات الاستخبارات الأخرى طُلب منها المساهمة بأي مواد تصلح للاستخدام الإعلامي، تحت شعار “هذا مفيد للشرعية”.
في أغسطس 2024، قتل الجيش الإسرائيلي ستة صحفيين في غارة استهدفت أنس الشريف، بعد شهرين من تحذير لجنة حماية الصحفيين من تعرضه لحملة تشويه قد تمهد لاغتياله.
قبل مقتله، نشر المتحدث باسم الجيش أفيخاي أدرعي مقاطع تتهمه بالدعاية لحماس والمشاركة في “حملة كاذبة” حول المجاعة في غزة. وبعد مقتله، قدم الجيش ما وصفه بمعلومات استخباراتية تثبت انتماءه لحماس، في اتهام سبق أن نفاه الشريف بشدة.
تكشف الشهادات والوثائق أن “خلية الشرعية” عملت كجهاز حرب نفسية وإعلامية، هدفه توفير غطاء سياسي وقانوني لاستمرار العمليات الإسرائيلية، عبر صياغة روايات تبرر القصف والاغتيالات، حتى لو استلزم الأمر المبالغة أو التلاعب بالحقائق