عاجل

الصلاة بقميص النوم صحيحة.. فتوى "راشد" تثير الجدل وأزهري يرد (خاص)

صلاة المرأة
صلاة المرأة

من الشبهات المثارة قول مصطفى راشد- مدعي أنه مفتي أستراليا-: "الله خلق المرأة ويعرفها، فلا حرج أن تصلي بقميص النوم، إذ لا يوجد نصّ بالتحريم"، وهو الأمر الذي نوضح فساده من خلال التقرير التالي. 

هل صلاة المرأة بقميص النوم صحيحة؟ 

يقول الشيخ أحمد السيد الواعظ العام بمنطقة الدقهلية الأزهرية، في تصريحات خاصة لـ نيوز رووم: الرد على هذه الدعوى يمكن أن يُبنى على ثلاث نقاط أساسية:

الأولى: التفرقة بين العلم بالحال وتشريع الحكم:

نعم، الله خلق المرأة وهو أعلم بها من نفسها، لكن هذا العلم هو الذي جعل الله يشرّع لها ما يناسبها من أحكام، ومنها ستر العورة في الصلاة. قال تعالى: ﴿يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ﴾ [الأعراف: 31]، وهذا أمرٌ بالتهيؤ للصلاة بأكمل هيئةٍ من الستر والزينة المشروعة.

وقال سيدنا النبي ﷺ: «لَا يَقْبَلُ اللَّهُ صَلَاةَ حَائِضٍ إِلَّا بِخِمَارٍ» (رواه أبوداود والترمذي، وقال: حديث حسن، وابن ماجه)، والخمار هو ما يستر الرأس والعنق.

وأما قول القائل: "الله يعرف المرأة، إذًا لا يلزمها ستر معين"؛ فمثله مثل القول: "الله يعرف الإنسان، إذًا لا يلزمه الوضوء قبل الصلاة"، وهذا باطل؛ لأن الله أعلم بخلقه، وهو الذي أمرهم بهذه التكاليف أصلًا.

الثانية: غاية الصلاة وهيبة الموقف:

فالصلاة ليست مجرد حركات تؤدَّى، بل هي وقوف بين يدي الله في مقام العبودية والخشوع. حتى في التعامل مع البشر، لا يليق أن تقابل رئيسًا أو ضيفًا كريمًا بلباس نوم، فكيف بالوقوف بين يدي ملك الملوك سبحانه؟، فالعقل يقضي بأن الهيئة في الصلاة يجب أن تكون في أكمل صورة من الحشمة والوقار، لا في أقلها.

الثالثة: شرط الستر ومعيار اللباس:

أجمع العلماء على أن ستر العورة شرط لصحة الصلاة، ومن صلَّى كاشفًا لعورته عمدًا فصلاته باطلة. والستر المطلوب في الصلاة ليس رفاهية أو مجرد عادة اجتماعية، بل ضرورة شرعية عملية: اللباس يجب أن لا يصف الجسد ولا يشفه، حتى لا تنكشف العورة أمام نفسك أو أمام الله في عبادتك.

وقد اتفق الفقهاء على أن عورة المرأة في الصلاة جميع بدنها عدا الوجه والكفين، واختلفوا في القدمين، وهذا الخلاف نفسه دليل على شدة حرص الفقهاء على تحقيق الستر، حتى في موضع القدمين، فكيف بمن تصلي بلباس يكشف أو يصف معظم جسدها؟!

وقميص النوم غالبًا يكون ضيقًا أو خفيف القماش، يصف ما أمر الشرع بسترِه، وهذا يناقض غاية الستر ويهدم هيبة العبادة، حتى لو لم يُذكر اسمه في النصوص؛ لأن النصوص جاءت بأصل جامع: ستر العورة بما لا يشف ولا يصف.

وشدد الواعظ بالأزهر: حتى لو سلّمنا بعدم وجود نص يذكر "قميص النوم" تحديدًا، فالنصوص العامة في وجوب ستر العورة، والإجماع الفقهي على ذلك، والاعتبارات العقلية في مقام الصلاة تجعل الصلاة بلباس لا يحقق الستر والهيبة مخالفةً للعقل والنص معًا.

تم نسخ الرابط