ارتبطت القضية الفلسطينية عبر العقود بجوهر الأمن القومي المصري، ولم تكن يومًا أزمةً عابرة أو ملفًا ثانويًا على طاولة السياسات المصرية. بل بقيت فلسطين في قلب الوجدان، محورًا لا يقبل المساومة أو التراجع، مهما تكررت الضغوط أو تبدلت الظروف الدولية والإقليمية.
معنى فلسطين في الاستراتيجية المصرية إن فلسطين ليست مجرّد تضامنٍ إنسانيّ أو أخوّة تربط شعبين؛ بل هي امتداد عضوي للمصالح المصرية وأمنها. أي مساس بحق الفلسطينيين ليس اعتداءً على شعبٍ جار فحسب، بل اختراقٌ لجدار الأمن القومي العربي برُمّته. مصر تدرك أن مستقبل المنطقة يبدأ من العدالة في فلسطين، وأن قوة الحق وحدها من تصنع الاستقرار الذي تصبو إليه شعوب المنطقة.
الرد المصري على التصريحات الإسرائيلية
في الآونة الأخيرة، برزت تصريحات إسرائيلية تتعلق بتهجير الفلسطينيين أو تصفية القضية الفلسطينية، أو حتى الحديث عن حلول خارج أرض فلسطين التاريخية. هذه التصريحات، في نظر القاهرة، لا تعدو كونها "أضغاث أحلام"، تطلعات جوفاء لن تصمد أمام صلابة الموقف المصري الذي وضع سيناء وسائر الأراضي المصرية خطًا أحمر لا يمكن تجاوزه. مصر، رسميًا وشعبيًا، ترفض المساس بحقوق الفلسطينيين أو إخراجهم من أرضهم، وتعمل دبلوماسيًا وميدانيًا لضمان استمرار الدعم للفلسطينيين في مختلف المحافل.
موقف مصر الراسخ
المشاريع الإسرائيلية التي تتخطى الحق الفلسطيني، أيا كان شكلها، لن تحقق سوى مزيد من الانعزال السياسي لإسرائيل نفسها. فالإرادة المصرية، التي تستند إلى إرث طويل من الدفاع عن قضية فلسطين، تظل صلبة، غير قابلة للانحناء أمام الضغوط والمؤامرات. إن التاريخ يُعلّمنا أن الأوهام تتكسر دومًا أمام الحق، وأن العدالة تفرض نفسها مهما طال الزمن.
الدبلوماسية والتحركات المصرية
لا يقتصر دور مصر على البيانات والتصريحات. بل تتجسد سياساتها في جهود الإغاثة وفتح المعابر ودعم غزة وحشد المواقف الدولية المناصرة، ومواصلة الضغط من أجل وقف الانتهاكات بحق الفلسطينيين. علاقة مصر بفلسطين أعمق من السياسة، متجذرة في الضمير الجمعي، تدعمها نخبة الفكر والرأي ومواقف الشارع المصري، بوصف القضية الفلسطينية قضية هوية وكرامة عربية يتواصل الدفاع عنها جيلاً بعد جيل.
والخلاصة أن مصر ستظل حجر الزاوية في الدفاع عن الحق الفلسطيني، رافضةً الصفقات الزائفة، ومشددةً على أن العدالة الحقيقية لن تتحقق إلا باستعادة شعب فلسطين كامل حقوقه على أرضه. أما التصريحات الإسرائيلية، فما هي إلا أضغاث أحلام تتبدد أمام وعي الشعوب وصلابة المواقف، ويبقى الحلم المصري والعربي ثابتًا: الحرية والكرامة لفلسطين.