أحمد فؤاد سليم: أطلقت النار على طائرة مصرية بالخطأ.. وانتهى الأمر بترقيتي

في حوار مليء بالتفاصيل الإنسانية واللحظات الفارقة، كشف الفنان القدير أحمد فؤاد سليم عن واحدة من أصعب المواقف التي مر بها خلال فترة خدمته بالجيش المصري أثناء الحرب مع إسرائيل، وهي واقعة إطلاقه النار عن طريق الخطأ على طائرة مصرية كانت في مهمة سرية. وجاءت اعترافاته خلال لقائه مع الإعلامية منى الشاذلي في برنامج "معكم" على قناة ON، حيث استعاد ذكريات تلك اللحظة التي جمعته بين الصدمة والخوف، قبل أن تتحول إلى سبب في ترقيته.
بداية الحكاية: المهمة السرية التي لم تُعلن
وروى أحمد فؤاد سليم تفاصيل الواقعة قائلاً: "كنت في منطقة سفاجا، وفي مهمة حراسة، وفوجئت بظهور طائرة بشكل مفاجئ. لم تصل إلينا أي تعليمات بعدم إطلاق النار، فاعتقدت أنها طائرة معادية"، وأوضح أن الطائرة كانت في مهمة سرية تتطلب التحليق خلف الجبال حتى لا ترصدها الرادارات، وهو ما جعله يظن أنها من طائرات العدو.
وأضاف الفنان أنه كان في حالة بين النوم واليقظة وقتها، حوالي الساعة السادسة صباحًا، حينما سمع صوت الطائرة يقترب، فبحث عن مصدر الصوت وسأل زملاءه إن كانت هناك تعليمات خاصة بعدم إطلاق النار، وجاء الرد بالنفي وحينها اتخذ قراره السريع باستخدام المدفع، ووجه طلقتين نحو الطائرة، فأصاب سقفها وأجبرها على الهبوط.
من الصدمة إلى المفاجأة
وتابع سليم قائلاً: "بعد الحادث، الطيار هبط في مطار الغردقة، وأنا شعرت بالخوف من العواقب، وكنت مقتنعًا أن ما فعلته قد يضعني في مأزق كبير" ولكنه فوجئ عند الساعة الثانية ظهرًا بأن قائد المطار والمنطقة العسكرية في الغردقة يبحث عنه شخصيًا، مما زاد توتره واعتقاده أن العقوبة قادمة لا محالة، ولكن المفاجأة كانت عكس توقعاته تمامًا، إذ تم تكريمه ومنحه شريطتي ترقية تقديرًا ليقظته، حيث اعتبر قادته أن تصرفه نابع من حس أمني عالٍ وحماية للمجال الجوي، حتى وإن كان الهدف في النهاية طائرة صديقة.
اليقظة عنوان المرحلة
وأكد أحمد فؤاد سليم أن هذه الحادثة شكلت درسًا مهمًا في حياته، سواء على الصعيد العسكري أو الشخصي، حيث أدرك قيمة الانتباه والجاهزية في مواجهة أي موقف طارئ، كما أشار إلى أن الخدمة العسكرية منحته خبرات إنسانية وحياتية لا تقل أهمية عن تجاربه الفنية، موضحًا أن الانضباط والتدريب خلال فترة الجيش أسهما في تشكيل شخصيته.
وختم حديثه قائلاً: "رغم أن الأمر بدأ بواقعة صعبة، لكنه تحول إلى موقف أفتخر به، لأنه يعكس مدى حرصي على حماية بلدي، حتى في لحظات الغموض".