حكم من فاتته صلاة الجمعة بسبب النوم.. الإفتاء توضح

أصدرت دار الإفتاء المصرية بيانًا توضيحيًّا اليوم، ردًّا على استفسار ورد إليها حول حكم من فاتته صلاة الجمعة بسبب النوم، مؤكدةً أن النوم غير المتعمَّد الذي يَغلِب الإنسان ولا يستطيع مقاومته لا يُعد إثمًا شرعًا، وأن من فاتته صلاة الجمعة بسبب النوم يلزمه أن يُصليها ظهرًا، دون أن يقع عليه وزر أو تقصير.
وأوضحت دار الإفتاء في بيانها أن صلاة الجمعة فريضة مؤكدة وركن أساسي من أركان الشعائر الإسلامية الجماعية، يجب على المسلم الحرّ البالغ العاقل المقيم أداؤها، ولا يجوز تركها إلا بعذر معتبر شرعًا، مشيرةً إلى أن النوم الذي لا يتعمده الإنسان يعد من الأعذار المقبولة التي لا تُحمّل المسلم إثم التفريط، إذا كان قد اتخذ من الأسباب ما يعينه على الاستيقاظ.
حكم من فاتته صلاة الجمعة بسبب النوم
وفي هذا السياق، شددت الدار على ضرورة الاحتياط لصلاة الجمعة واتخاذ الوسائل التي تضمن حضورها؛ مثل النوم مبكرًا، وضبط منبه الهاتف أو تكليف أحد بإيقاظه، مشيرةً إلى أن الإهمال أو السهر غير المبرر مما يعرض الإنسان لفوات الصلاة قد يدخل تحت دائرة التقصير والإثم.
وأكدت الدار أن من فاتته صلاة الجمعة بعذر كالنوم، فليصلّها ظهرًا أربع ركعات بالإجماع، مستندةً في ذلك إلى أقوال العلماء والفقهاء من المذاهب الأربعة، وإلى الأحاديث النبوية التي ترفع الإثم عن النائم حتى يستيقظ، منها قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّهُ لَيْسَ فِي النَّوْمِ تَفْرِيطٌ، إِنَّمَا التَّفْرِيطُ فِي اليَقَظَةِ».
الجمعة فريضة لا تسقط إلا بعذر حقيقي.
كما حذّرت دار الإفتاء من التساهل في شأن صلاة الجمعة والتهاون في أدائها، مستدلةً بحديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ تَرَكَ ثَلَاثَ جُمَعٍ تَهَاوُنًا طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قَلْبِهِ»، مؤكدة أن الجمعة فريضة لا تسقط إلا بعذر حقيقي.
واختتمت دار الإفتاء بيانها بالتنبيه على أن المسلم ينبغي أن يُعلي من شأن هذه الفريضة، التي تمثل رمزية قوية لوحدة المسلمين وتلاحمهم، وتُعدّ مناسبة أسبوعية جامعة للذكر والموعظة والتواصل، محذرة من التفريط فيها، ولو بغير عمد، لما فيه من فوات خير عظيم.