حقيقة فيديو حفيدة الخميني خلال تواجدها في مسبح.. تجاوز مليون مشاهدة

يتساءل الكثيرون عن حقيقة فيديو حفيدة الخميني الذي انتشر مؤخرًا عبر منصات التواصل الاجتماعي، خصوصًا منصة "إكس"، والذي تداول مقطع فيديو يزعم أنه يظهر حفيدة المرشد الأعلى الإيراني الراحل، روح الله الخميني، مؤسس الجمهورية الإسلامية في إيران، خلال تواجدها في مسبح.
وقد تجاوز عدد مشاهدات فيديو حفيدة الخميني حاجز المليون مشاهدة على المنصة، حيث أُرفق بوصف مضلل يقول: "نعيمة طاهري حفيدة روح الله الخميني المرشد الأعلى لإيران"، بينما يظهر في المقطع مجموعة من الفتيات يمازحن بعضهن البعض داخل مسبح، ما أثار الكثير من الجدل والتعليقات.
لكن بعد التحقق من صحة فيديو حفيدة الخميني، تبيّن بشكل قاطع أنه لا علاقة له بحفيدة الخميني، وقد ظهر المقطع في الأصل بتاريخ 30 أغسطس 2024، عبر حسابات زوجين من صناع المحتوى يُعرفان باسم "عائلة عصام ونور"، وهما من المؤثرين الاجتماعيين المعروفين.
ويعد فيديو حفيدة الخميني مثالًا جديدًا على ظاهرة الأخبار الكاذبة التي تستغل القوالب الإخبارية أو تنسب زورًا لشخصيات دينية وسياسية بهدف التضليل وإثارة الجدل.
ومن بين الأمثلة المشابهة، انتشار صورة ادعى ناشروها أنها تظهر زينب قاسم سليماني ابنة القائد الإيراني قاسم سليماني في أمريكا، ليتضح لاحقًا أن الادعاء خاطئ، كما طالت الادعاءات المفبركة الإعلامي قحطان عدنان، حيث زُعِم ظهوره في وضع غير أخلاقي، وهو ما ثبت عدم صحته أيضًا بعد التحقق.
من هي نعيمة طاهري؟
نعيمة طاهري هي حفيدة آية الله روح الله الخميني من جهة والدتها، ودرست في جامعة ماكماستر الكندية، وشاركت هناك ضمن فريق طلابي في مشروع ريادي بعنوان "بلي ديل – نموذج جديد للأعمال اليومية"، وتمكن الفريق من الفوز بجائزة ضمن المسابقة الإقليمية لمقاطعة أونتاريو.
من هو آية الله الخميني؟
في 24 سبتمبر تحل الذكرى الـ122 لميلاد آية الله روح الله الخميني، من مواليد عام 1903 في مدينة خمين وسط إيران، وتوفي في 3 يونيو 1989 في طهران.
ويُعد الخميني أحد أبرز الشخصيات الدينية والسياسية في التاريخ المعاصر، حيث قاد الثورة الإيرانية التي أطاحت بنظام الشاه محمد رضا بهلوي عام 1979، وأصبح بعدها المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية حتى وفاته.

النشأة والتعليم
ولد الخميني لأسرة دينية عريقة، وكان والده آية الله مصطفى الموسوي، وقد قُتل عندما كان روح الله يبلغ من العمر خمسة أشهر فقط، وتربى لاحقًا على يد والدته وخالته، ثم شقيقه الأكبر، وتلقى تعليمه في الحوزات الدينية، وبرز في الفقه والفلسفة والتصوف، ليستقر في مدينة قم عام 1922 ويصبح أحد أبرز علماء الدين هناك.
المسيرة الدينية والسياسية
نال الخميني لقب "آية الله" في خمسينيات القرن العشرين، ثم "آية الله العظمى" في أوائل الستينيات، ما جعله أحد كبار المراجع الدينية، وبرز كأشد المنتقدين لسياسات الشاه، خصوصًا ما عُرف بـ"الثورة البيضاء"، والتي شملت تغييرات اجتماعية واقتصادية أثارت غضب رجال الدين.
وفي عام 1963، سُجن بسبب معارضته للنظام، ثم نُفي عام 1964، أولًا إلى تركيا، ثم إلى العراق حيث أقام في مدينة النجف 14 عامًا، وهناك صاغ نظرية "ولاية الفقيه" التي أصبحت الأساس الفكري للجمهورية الإسلامية، كما ألف عدة كتب مؤثرة، منها كتابه الفقهي "تحرير الوسيلة".
العودة إلى إيران وقيادة الثورة الإسلامية
مع تصاعد المعارضة الشعبية ضد الشاه، وتحديدًا في أواخر عام 1978، أجبر الشاه على مغادرة البلاد، ليعود الخميني إلى طهران في فبراير 1979، ويُستقبل استقبال الأبطال، أُعلن بعدها عن تأسيس الجمهورية الإسلامية، واستُفتي الشعب على الدستور، وأصبح الخميني المرشد الأعلى لإيران مدى الحياة.
وبعد توليه السلطة، تم تنفيذ أحكام إعدام جماعية بحق منسوبي النظام السابق، وسُحقت المعارضة الداخلية، فرض الخميني قوانين الشريعة الإسلامية، وأُجبرت النساء على ارتداء الحجاب، ومُنعت الموسيقى الغربية والكحول، وأُعيد فرض العقوبات الشرعية.
تبنّت إيران في عهده سياسة خارجية معادية للغرب، وبرزت أزمة احتجاز الرهائن في السفارة الأمريكية بطهران عام 1979 كواحدة من أبرز مظاهر التوتر مع واشنطن.
الحرب الإيرانية العراقية
في عام 1980 اندلعت الحرب مع العراق، واستمرت حتى عام 1988، وخلفت مئات الآلاف من القتلى من الطرفين، ورفض الخميني وقف الحرب لفترة طويلة، ولم يقبل بإنهائها إلا في نهاية المطاف، واصفًا ذلك بـ"تجرع السم".
رغم الخسائر الجسيمة، بقي النظام قائماً تحت قيادته، لكنه واجه تحديات اقتصادية وتنموية عديدة، دون أن يفقد الخميني سلطته ونفوذه حتى وفاته.
وفاة الخميني
توفي آية الله الخميني في 3 يونيو 1989 عن عمر ناهز 86 عامًا، ودُفن في مرقد ضخم في طهران، وقد خلفه في منصب المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي.
ورغم رحيله، لا يزال تأثيره حاضرًا في بنية النظام الإيراني، حيث ترتكز الجمهورية الإسلامية حتى اليوم على نظرية "ولاية الفقيه" التي أرساها الخميني، ويمتد تأثيره إلى الحركات الشيعية في عدة دول، ويبقى شخصية محورية في فهم طبيعة النظام السياسي الإيراني الراهن.