عاجل

عماد الدين حسين: التوسع الاستيطاني الإسرائيلي يهدد مستقبل الضفة الغربية|فيديو

فصل الضفه الغربية
فصل الضفه الغربية

أكد الكاتب الصحفي، والمحلل السياسي، عماد الدين حسين، أن التحذير الذي وجهته القاهرة مؤخرًا بشأن خطط التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية جاء في توقيت بالغ الأهمية، خاصة بعد إعلان وزارة المالية الإسرائيلية والوزير بتسلئيل سموتريتش عن إنشاء مجمع استيطاني ضخم يضم نحو 3,400 وحدة سكنية.

قطع أوصال الضفة الغربية

أوضح عماد الدين حسين، خلال مداخلة مع الإعلامية نهى درويش ببرنامج منتصف النهار على قناة "القاهرة الإخبارية"، أن خطورة المشروع تكمن في موقعه الجغرافي الحساس، إذ يفصل محافظة رام الله عن بيت لحم، ما يؤدي إلى قطع التواصل الجغرافي بين مناطق الضفة الغربية، معتبرًا أن ذلك يمثل "إعلانًا غير رسمي بضم الضفة"، وتطبيقًا عمليًا لخطة الضم التي يتبناها اليمين الإسرائيلي المتطرف منذ سنوات.

وأشار عماد الدين حسين إلى أن تنفيذ هذا المشروع كان من الشروط التي تمسك بها سموتريتش للبقاء في الحكومة الإسرائيلية، معتبرًا أن الأمر يتجاوز كونه توسعًا استيطانيًا عابرًا، بل هو خطوة ممنهجة لفرض واقع ديموغرافي وجغرافي جديد على الأرض.

دعوة لجهد عربي موحد 

دعا عماد الدين حسين إلى تحرك عربي منسق لدعم الموقفين المصري والعربي في مواجهة هذا التوجه الإسرائيلي، مؤكدًا أن التقاعس عن التحرك قد يترك المنطقة أمام واقع جديد يبتلع الضفة الغربية بالكامل، مضيفًا أن انشغال الإعلام العربي والدولي بأحداث غزة، رغم أهميته، لا يجب أن يحجب الأنظار عن "المجزرة الاستيطانية" الجارية بصمت في الضفة الغربية.

وأشار عماد الدين حسين إلى أن مصر تتحرك بقوة في هذا الملف عبر بيانات وزارة الخارجية، إلى جانب جهود دبلوماسية مستمرة في مختلف المحافل الدولية، للتصدي لهذه السياسات التي تهدد فرص السلام وتقوض أي أمل في إقامة دولة فلسطينية متصلة جغرافيًا.

من غزة إلى الضفة

ولفت عماد الدين حسين إلى أن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وعدد من المسؤولين الإسرائيليين تكشف عن تبنيهم لفكرة "إسرائيل الكبرى"، وهي رؤية توسعية لا تقتصر على السيطرة على غزة أو الضفة، بل تمتد إلى جنوب لبنان، وسوريا، والجولان المحتل، فضلًا عن تدخلات إسرائيلية متزايدة في ملفات إقليمية مثل إيران واليمن.

وذكر عماد الدين حسين أن هذا النهج التوسعي يتطلب موقفًا عربيًا جماعيًا، مبنيًا على استراتيجية واضحة، لمواجهة المخاطر التي لا تهدد فلسطين وحدها، بل الأمن القومي العربي ككل. وأوضح أن استمرار المشاريع الاستيطانية بوتيرتها الحالية قد يفرض أمرًا واقعًا يجعل من أي تسوية سياسية مستقبلية أمرًا بالغ الصعوبة، إن لم يكن مستحيلًا.

الكاتب عماد الدين حسين 
الكاتب عماد الدين حسين 

مصر في قلب المواجهة 

وشدد عماد الدين حسين على أن القاهرة تتحمل عبئًا كبيرًا في التصدي لهذه المخططات، ليس فقط باعتبارها طرفًا إقليميًا مؤثرًا، بل لأنها تدرك أن الاستقرار في المنطقة لن يتحقق إلا بوقف الاستيطان واحترام قرارات الشرعية الدولية، لا سيما أن التحذيرات المصرية الأخيرة ليست مجرد موقف سياسي، بل رسالة واضحة بأن الأمن الإقليمي مرتبط ارتباطًا وثيقًا بوقف هذه الممارسات أحادية الجانب.

واختتم عماد الدين حسين بالتأكيد على أن مواجهة الاستيطان تتطلب تضافر الجهود العربية، ودعم الموقف الفلسطيني، وممارسة ضغوط سياسية ودبلوماسية على القوى الكبرى، مشددًا على أن التحدي القائم الآن هو منع فرض أمر واقع جديد في الضفة الغربية قبل فوات الأوان.

تم نسخ الرابط