عاجل

كيف تسهم المناهج التعليمية فى التوعية بمخاطر التحرش؟ خبراء يتحدثون لـ «نيوز رووم»

مسلسل لام شمسية
مسلسل لام شمسية

تُعد التربية والتعليم حجر الأساس في بناء وعي الطلاب وحمايتهم من المخاطر المجتمعية، وعلى رأسها ظاهرة التحرش الجنسي، التي باتت تهدد سلامة الأطفال جسديًا ونفسيًا.

 فالمدرسة ليست فقط مكانًا لتلقين المناهج الدراسية، بل هي بيئة تربوية يجب أن تُعزز لدى الطلاب القيم الأخلاقية، وتزوّدهم بالمعلومات الصحيحة حول كيفية حماية أنفسهم من أي انتهاك قد يتعرضون له.

 ومن هنا، يأتي دور المناهج التعليمية والأنشطة المدرسية في توعية الأطفال بحقوقهم، وكيفية التمييز بين السلوك السوي وغير السوي، وطرق التصرف في المواقف الخطرة.

وتناولت الدراما المصرية هذه القضية بواقعية شديدة في مسلسل “لام شمسية”، الذي قدّم نموذجًا حيًا لأهمية الحديث عن التحرش في المدارس، ودور الأهل في توفير بيئة آمنة لأطفالهم. 

فالمسلسل لم يكتفِ بتسليط الضوء على المشكلة، بل أظهر أيضًا كيف يمكن للتربية السليمة والتواصل الأسري الجيد أن يكونا حائط الصد الأول لحماية الأطفال من هذه الظاهرة الخطيرة.

 

الخبير التربوي د. تامر شوقي: التحرش الجنسي كارثة نفسية تتطلب دورًا فعالًا من الأسرة والمدرسة

في السياق، أكد الدكتور تامر شوقي، الخبير التربوي، أن ظاهرة التحرش الجنسي تُعد من أبشع الظواهر التي يمكن أن يتعرض لها الأطفال، لما تسببه من آثار نفسية وسلوكية خطيرة قد تمتد معهم لسنوات.

 وأوضح شوقي، في تصريحات خاصة لموقع "نيوز رووم"، أن هذه الآثار تشمل:


• فقدان الثقة بالنفس وبالآخرين، مما يؤثر على العلاقات الاجتماعية للطفل.
• تكوين صورة سلبية عن ذاته، وشعوره بالدونية والضعف.
• تنمية اتجاهات سلبية تجاه الآخرين، والشك الدائم في نواياهم.
• الميل إلى الانسحاب والانطواء، مما قد يؤدي إلى العزلة الاجتماعية.
• حدوث اضطرابات نفسية وسلوكية مثل الخوف الشديد، الهلع، الفوبيا، التهتهة، والتبول اللاإرادي.
• انخفاض مستوى التحصيل الدراسي نتيجة للتأثير النفسي العميق لهذه التجربة الصادمة.

وأضاف د. تامر شوقي أن مواجهة هذه الظاهرة تتطلب تكاتف الأسرة والمدرسة للقيام بعدد من الأدوار الوقائية، تشمل:
1. تنمية ثقة الطفل بنفسه، حتى يمتلك الجرأة لمواجهة أي شخص يحاول التعدي عليه.
2. توفير بيئة آمنة للحوار مع الأطفال، سواء في الأسرة أو المدرسة، وتشجيعهم على التحدث دون خوف أو توبيخ، لأن تعنيف الطفل عند الحديث قد يمنعه من الإفصاح عن تعرضه لأي شكل من أشكال التحرش.
3. إدراج دروس حول التحرش في المناهج الدراسية، تتناول مفاهيمه وأشكاله، بأسلوب يتناسب مع كل مرحلة سنية، لتعزيز وعي الطلاب.
4. توعية الأطفال بطرق الإبلاغ عن حالات التحرش، وضمان وجود آليات آمنة وسرية لتقديم الشكاوى دون إحراج أو خوف.
5. ضمان السرية والمهنية في التعامل مع ضحايا التحرش، لتوفير الدعم النفسي المناسب لهم.
6. تعزيز التعاون بين الأسرة والمدرسة، خاصة عند ظهور أي علامات تدل على أن الطفل قد تعرض للتحرش.
7. غرس وعي لدى الأطفال بأهمية خصوصية أجسادهم، وتوضيح أن جسدهم ملك لهم، ولا يحق لأي شخص ملامسته، حتى لو ادّعى أنه لا يقصد شيئًا من ذلك.
8. تعليم الأطفال كيفية التصرف في حال تعرضهم لأي صورة من صور التحرش، مثل الاستغاثة وطلب المساعدة فورًا.
9. الحد من الظروف التي تسهّل وقوع التحرش، مثل تجنب وجود الطفل بمفرده في أماكن منعزلة خارج المنزل.

وشدد الخبير التربوي على أن التصدي لهذه الظاهرة لا يقتصر فقط على إجراءات رد الفعل، وإنما يتطلب جهودًا استباقية من خلال التوعية المستمرة، وتوفير بيئة آمنة تدعم الأطفال نفسيًا وتربويًا، لضمان حمايتهم من أي مخاطر محتملة.

 

بينما صرح الخبير التربوي عاصم حجازي بأن مسؤولية توعية الطلاب بأشكال التحرش وأضراره وكيفية الوقاية منه والتعامل معه تقع على عاتق وزارة التربية والتعليم بالتعاون مع الأسرة، حيث يجب أن يكون لكل منهما دور واضح في هذا الأمر.

وأوضح  في تصريحات خاصة لموقع "نيوز رووم"، أن المدارس يمكنها مواجهة هذه المشكلة من خلال مجموعة من الإجراءات، أبرزها:


• تعزيز القيم الإيجابية والأخلاق عبر مناهج التربية الدينية والأنشطة المختلفة.
• تدريب الطلاب على احترام خصوصيات الآخرين والتعامل بشكل لائق مع زملائهم.
• التوعية بمخاطر التحرش من خلال الأنشطة الثقافية والفنية.
• فتح قنوات للحوار والتواصل المباشر مع الطلاب لمناقشة هذه القضايا وإيجاد حلول لها.
• إنشاء مكتب لمناهضة التحرش داخل كل مدرسة ليكون ملجأ للطلاب عند الحاجة.
• تفعيل دور الأخصائي النفسي لاكتشاف مثل هذه المشكلات وعلاجها.
• تدريب المعلمين على كيفية التعامل مع حالات التحرش داخل المدرسة.
• إعداد الطلاب لمواجهة التحرش عبر تعليمهم طرق الوقاية والتصرف السليم عند التعرض لموقف مشابه.

وأكد د. عاصم حجازي على أهمية تكاتف جميع الأطراف داخل المنظومة التعليمية لضمان بيئة آمنة وصحية للطلاب، مما يسهم في بناء شخصية متوازنة لهم ويحميهم من المخاطر المجتمعية.

تم نسخ الرابط