الروائى محمد طه يكشف الأسباب الحقيقية وراء حادث الواحات

علق الروائي محمد طه، على واقعة قيام قائدي ثلاث سيارات ملاكي بملاحقة ومعاكسة فتاتين تستقلان سيارة خاصة أثناء سيرهما على أحد الطرق بمحافظة الجيزة، طريق الواحات، الأمر الذي انتهى بوقوع حادث تصادم أسفر عن إصابة الفتاتين بإصابات متفرقة.
وكتب محمد طه على صفحته الشخصية عبر “فيسبوك”، "المتهمين الحقيقيين".. "امبارح ثلاث شباب كانوا فى كافيه.. شافوا مجموعة فتيات قاعدين بيشربوا قهوة.. حاولوا يعاكسوهم ويضايقوهم.. البنات رفضوا، وقاموا ركبوا عربيتهم ومشيوا.. راح التلات شباب ركبوا عربياتهم وطاردوا البنات على طريق الواحات.. قعدوا يزنقوا عليهم ويحاصروهم من اليمين والشمال.. لغاية ما البنات عملوا حادثة.. واتصابوا اصابات خطيرة.. والعربية اتهشمت".
فيه سؤالين مهمين.. ومنطقيين جدًا.. وللغرابة.. اجابتهم هما الإتنين واحدة".
"السؤال الأول: إيه اللى يجمع بين الحادث ده، وبين الحوادث المشابهة اللى كل شوية نسمع عنها، واللى بيكون ضحيتها فتاة أو زوجة، أو طليقة؟ مرة فى مواصلة.. مرة فى البيت.. مرة فى الشارع.. والمرة دى فى عربيتها الخاصة".
"السؤال الثانى: هو إيه السبب الأصلي ورا الحوادث دى؟ مين المتهم الحقيقي؟ إيه الدافع المتكرر لكل هذه البشاعة وكل هذا الإمعان الشديد فى الافتراء والفجور؟"
"الإجابة السطحية السهلة هى إن مرتكبى هذه الجرائم نفسهم هما المتهمين اللى مفترض يتحاسبوا.. وأحيانًا أهاليهم كمان.. وده وإن كان صحيح طبعًا.. ومهم جدًا إنهم يتعاقبوا أشد العقاب.. لكن احنا محتاجين نبحث فى العمق شوية".
"وهنا الإجابة الأصعب: السبب الأصلى ورا هذا النوع من الحوادث والجرائم هو مجموعة هائلة من الأفكار المشوهة والمعتقدات السامة اللى اتزرعت فى عقلية الشباب دى وغيرهم من ذكور هذه المنطقة من العالم.. والمتهم الحقيقي هو كل من زرع وروج ودافع عن الأفكار المريضة.. والدافع المتكرر هو استمرار وجود الأفكار دى.. وتجددها.. وتوالدها.. بأشكال كتير جدًا".
"كل اللى زرع فى عقليتنا المجتمعية إن الأنثى حلوى مكشوفة.. هو أحد المشاركين فى الجرائم دى.. كل اللى فهم الشباب دول وغيرهم إن البنات هما المسئولين عن التحرش بيهم.. وهما السبب فيه أو حتى أحد أسبابه.. هو مجرم يستحق العقاب.. أنا مصدقتش ودانى وأنا باسمع حوار مع أحد الفتيات الضحايا، واللى بتعمل معاها الحوار بتسألها عن لبسها وقت الحادث!! ده غير بعض التعليقات المشابهة على الخبر".
"كل اللى شارك فى ظهور مشاهد درامية مقززة تنضرب فيها الستات وتتهان وتتشتم من زوج أو حبيب أو خطيب.. ويظهر ده كتعبير عن الرجولة.. والسيطرة.. والهيام والغرام فى الباد بوى.. هو شريك أصيل فى النتيجة الكارثية دى".
"وكل اللى ساهم فى مقطع أو أغنية تختزل الأنوثة فى الجسد، وفى السلبية، والانكسار، ودور الضحية، وتختزل الرجولة فى نرجسية الباد بوى، وغشومية سي السيد، وعدم احتماله الطفولى للرفض".
"اللى سرق من المرأة حقها فى انها تقول (لأ).. لو تعبانة أو متضايقة أو مالهاش مزاج..
واللى أعطى لرجل الحق فى المنح والمنع، والثواب والعقاب، والتأديب- وحتى الضرب..
واللى فهم الاتنين.. إنها ناقصة.. وإنه "بسم الله ما شاء الله عليه" كامل مكمل.. اللى فرق فى المعاملة بين الولد والبنت".
"واللى سمح، واللى دافع، واللى أكل ميراث الست.. واللى أقنع ذكور هذه المنطقة من العالم إن ليهم حق الوصاية.. والتسلط.. والسيطرة التامة، لدرجة إن أى واحد (منهم) ماشى فى الشارع يدي نفسه الحق فى النظر والتعليق والتطاول على شكل أو لبس أو شخصية أى واحدة معدية.. ويدى نفسه الحق إنه يكتب تعليق يشتم فيه أو يسب أو يتهم أى واحدة فى بوست أو صورة أو فيديو على السوشيال ميديا.. أى واحدة مايعرفهاش حرفياً.. وإيه دور كل ده يا دكتور فى اللى حصل؟ معقول؟".
"دور ده يا سيدى، من أفكار وممارسات ومعتقدات وسموم -وغيرها كتير- انها زرعت وصنعت وتحولت إلى مخزون تربوي وثقافى عشش فى العقل الجمعي، وانتشر وتوغل بشكل يحتاج إلى جهد رهيب، وسنوات طويلة، من العلاج والتوعية ومحاولة العودة لفطرتنا المجتمعية الإنسانية السليمة".
"شكرًا للشاب الجدع اللى صور مطاردة الشباب المجرمين للفتيات، واللى انتهت للأسف بالحادث المؤلم".
"وشكراً جداً جداً لرجال الشرطة اللى قدروا خلال ساعات قليلة انهم يقبضوا عليهم، ويحطوهم تحت طائلة القانون، علشان ياخدوا عقابهم المستحق.. مش عارف أقول إيه تانى.. أنا قولت وكتبت كتير".