«يراءون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا».. صفات للمنافقين فاحذرها

ما معنى قول الله تعالى : «إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراءون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا»، سؤال نوضح بيانه من خلال التقرير التالي.
صفات المنافقين في القرآن الكريم والسنة
بين القرآن الكريم صفات المنافقين:(ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا)، وقال سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم : (آية المنافق ثلاث :إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان).
وفي جواب السائل يقول الدكتور عطية لاشين الأستاذ بجامعة الأزهر، إن العبد بالنسبة لاستقامة باطنه مع ظاهره أو عدم استقامته ينقسم أقساما :
1/ المؤمن العادي وهو الذي استوى ظاهره وباطنه في أمر العبادة.
2/ المؤمن المخلص وهو الذي يري الله من نفسه في العبادات أكثر مما يري الخلق وهذه درجة أرفع ومرتبة أسمى وأعظم .
3/ المنافق وهو الذي يري الخلق في العبادات في الجلوات أكثر مما يري الله في الخلوات .
وهذا أخطر الأقسام وأشنعها وأقبحها ولا تفيده عبادته شيئا، ولا تغني عنه من عذاب الله من شيء بل عقابه كما قال الله تعالى :(إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ).
وبخصوص واقعة السؤال قال: قول الله تعالى :(إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم ). أي يعتقد المنافقون أنهم كما خدعوا الناس وضحكوا عليهم يستطيعون أن يضحكوا على الخالق عز وجل لكنهم لا يستطيعون نظير ذلك قول عز وجل :(ويمكرون ويمكر الله). أي يحبط الله مكرهم ،ويفسد عليهم خططهم .
وقوله تعالى :(وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى). كشف وفضح لظاهر المنافقين وهم يؤدون أسمى العبادات وأجل الطاعات وهي الصلاة يقومون إليها بتثاقل وبغير همة ونشاط،بل يقومون إليها وهم كسالى لأنهم لا نية لهم اي لا ينوون وهم يؤدون الصلاة إرضاء ربهم وتبرئة ذممهم لما اوجبه الله عليهم ،ولا يؤمنون بوجوبها،ولا خشية لهم فيها ولا يعقلون معناهافهم يؤدونها أداء شكليا فقط تقية وحتى ينالوا ثناء الناس هذا كل همهم .
قال ابن عباس رضي الله عنهمإ إني لأكره من الرجل أن يقوم إلى الصلاة وهو كسلان ولكن يقوم إليها وهو طليق الوجه طيب النفس،عظيم الرغبة فيما عند الله ،شديد الفرح لأنه يناجي ربه في الصلاة ،وان الله تجاهه يغفر له ،ويجيب دعاءه إذا ناجاه.
وقوله تعالى: (يراءون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا ). كشف لبواطنهم كما كشفت من قبل ظواهرهم أي لاإخلاص عندهم ،ولا مراقبة للخالق عز وجل بل يفعلون ذلك من أجل الخلق، ومصانعة لهم. ويظهر نفاقهم بصورة أبين واتم ،واجلى وأوضح حينما يتغيبون عن حضور أهم صلاتين ،وهما صلاة العشاء والفجر .
روى البخاري ومسلم في صحيحيهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :(أثقل الصلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر ولو يعلمون ما فيهما من الخير لأتوهما ولو حبوا ).
وفي حديث آخر يبين الرسول صلى الله عليه وسلم حال المنافقين وهم يؤدون الصلاة فقال صلى الله عليه وسلم :(تلك صلاة المنافق يجلس يرقب الشمس حتى إذا كانت بين قرني شيطان قام فنقر أربعا لا يذكر الله فيها إلا قليلا ).
واختتم بقول بعض الرواة ناسبا ما قاله إلى الرسول صلى الله عليه وسلم :(من أحسن الصلاة حين يراه الناس، وأساءها حيث يخلو فتلك استهانة استهان بها ربه عز وجل .