عاجل

هاني عبد الله: زلزال 30 يونيو هز الإخوان.. وإعادة الهيكلة لإنقاذ ما تبقى

الكاتب هاني عبد الله
الكاتب هاني عبد الله

أكد الكاتب الصحفي، والمحلل السياسي، هاني عبد الله، أن ما حدث في 30 يونيو كان بمثابة زلزال سياسي وتنظيمي ضرب عمق جماعة الإخوان المسلمين، وأصاب قلب التنظيم الدولي بالشلل، مما دفع قادته إلى طرح وثيقة داخلية لإعادة الهيكلة، في محاولة يائسة للحفاظ على ما تبقى من تماسكه.

سقوط مركز القيادة التاريخي 

أوضح هاني عبد الله، خلال لقاء ببرنامج "90 دقيقة" المذاع على قناة المحور الفضائية، أن مصر كانت تاريخيًا هي مركز الثقل القيادي داخل التنظيم الدولي، حيث كان مكتب الإرشاد العالمي يدار في الغالب من قبل قيادات الإخوان في مصر، وهو ما جعلها “الشجرة” التي انطلقت منها كافة الفروع في الدول الأخرى.

وأضاف أن مكتب الإرشاد الدولي، المكوّن من 13 عضوًا، كان يضم 7 أعضاء من مصر، ما عزز سيطرة الإخوان المصريين على القرار الدولي للجماعة، إلى جانب نفوذهم في مجلس الشورى العالمي الذي يضم ممثلين عن مختلف الأقطار.

خمسة سيناريوهات للهروب 

أوضح عبد الله: "بعد سقوط الإخوان في مصر بشكل مدوٍ عقب ثورة 30 يونيو، بدأ داخل التنظيم الدولي جدل واسع حول استمرار السيطرة المصرية، وظهرت خمسة سيناريوهات لإعادة هيكلة الجماعة".

وأضاف: "أحد هذه السيناريوهات كان التحول إلى كيان كونفدرالي، بحيث تشارك جميع الأقطار في القيادة بشكل متساوٍ، مع تداول منصب المرشد العام بين الدول، في محاولة لفك الارتباط بقيادة مصرية مركزية لكن هذا المقترح واجه قبولًا ضعيفًا داخل النقاشات، نظرًا لمقاومة التيار الموالي للقيادة التاريخية".

هيكلة جديدة بدرجات عضوية 

طرح هاني عبد الله سيناريو آخر تطبيق نظام الدرجات التنظيمية على مستوى الدول بدل الأفراد، بحيث يتم تصنيف الدول المشاركة في التنظيم إلى: دولة عضو أساسي، دولة منتسبة، ودولة متعاطفة.

وأستطرد: يهدف هذا النظام إلى منح مرونة أكبر للحركة داخل كل دولة، مع قدرة على التكيف مع الظروف السياسية المحلية، بعيدًا عن القيود الصارمة التي يفرضها مكتب الإرشاد الدولي.

البحث عن التخفي والمرونة 

أشار هاني عبد الله إلى أن الغاية الأساسية من هذه السيناريوهات كانت الهروب من التداعيات المدمرة لسقوط الإخوان في مصر، عبر خلق أشكال تنظيمية أكثر مرونة، تمكن الجماعة من التخفي والتكيف مع بيئات سياسية معقدة.

وواصل: "فالهيكل الجديد المقترح يمنح كل فرع وطني حرية أكبر في تحديد استراتيجياته، دون الحاجة لالتزام صارم بتوجيهات القيادة المركزية، ما يعزز فرص البقاء في ظل الملاحقات الأمنية والسياسية".

الكاتب هاني عبد الله
الكاتب هاني عبد الله

قراءة في مستقبل التنظيم 

واختتم هاني عبد الله بالتأكيد على أن هذه التحولات المقترحة، رغم أنها تبدو إصلاحية، تعكس حالة من الارتباك والتفكك داخل الجماعة على المستوى الدولي، خاصة وأن قلبها القيادي في مصر لم يعد قادرًا على فرض رؤيته أو إدارة نشاطاته كما كان في السابق.

وذكر: "يخلص إلى أن زلزال 30 يونيو لم يكن مجرد حدث سياسي عابر، بل تحول جذري في بنية واحدة من أقدم وأقوى الحركات الإسلامية، مما يضع مستقبلها التنظيمي على المحك، ويجعل السنوات القادمة حاسمة في تحديد مصيرها".

تم نسخ الرابط