«وثيقة القاهرة» أول ميثاق شرعي يضبط استخدام الذكاء الاصطناعي في الفتوى

أعلنت دار الإفتاء المصرية عن إصدار "وثيقة القاهرة" كأول ميثاق شرعي وأخلاقي ينظم استخدام الذكاء الاصطناعي في مجال الفتوى، وذلك في إطار مؤتمرها السنوي تحت عنوان "صناعة المفتي الرشيد في عصر الذكاء الاصطناعي".
الاشتباك مع الواقع المعاصر
وفي مداخلة هاتفية لبرنامج "ستوديو إكسترا" على قناة "إكسترا نيوز"، أوضح الدكتور عمرو الشال، أمين الفتوى بدار الإفتاء، أن إطلاق الوثيقة يأتي ضمن جهود الدار في التعامل الجاد مع التطورات المتسارعة التي يشهدها العصر، مشيرًا إلى أن الذكاء الاصطناعي لم يعد أمرًا اختياريًا أو ترفًا، بل أصبح واقعًا يفرض نفسه على مختلف المجالات.
وقال الشال: "دار الإفتاء أقامت هذا المؤتمر من باب الاشتباك مع الواقع وتداعياته، سواء على الأفراد أو المؤسسات، فالتقنيات الحديثة باتت حاضرة بقوة في ميادين متعددة، كالمجال الطبي والاقتصادي والإعلامي، وها هي تدخل ميدان الفتوى والأبحاث الشرعية".
محاكاة التفكير البشري في الفتوى
وأشار الشال إلى أن الذكاء الاصطناعي بدأ يحاكي العقل البشري في استنباط المعاني الشرعية واستخلاص الأحكام من مصادرها الأصلية، مما يفرض تحديات كبيرة تتطلب وضع أطر واضحة لاستخدامه في المجالات الدينية.
ميثاق بضوابط علمية وأخلاقية
وأوضح أن "وثيقة القاهرة" تتضمن شقًّا عامًا حول الاستخدام الأخلاقي للذكاء الاصطناعي بشكل عام، لكنها تركز بصورة أساسية على ضوابط استخدامه في الفتوى، حيث تشمل الوثيقة عددًا من المحددات العلمية والمهنية، إلى جانب ضمانات أخلاقية وتشريعية تضمن دقة المحتوى الفقهي وسلامته.
وأكد أن الهدف ليس إقصاء العنصر البشري، بل تعزيز دوره بجوار الذكاء الاصطناعي، لأن العملية الإفتائية تحتاج إلى عقل بشري مدرّب على الفهم والاستنباط، خاصة في القضايا الشائكة والمتغيرة.
وفي نفس السياق ،أطلقت «وثيقة القاهرة حول الذكاء الاصطناعي والإفتاء» التي صاغتها الأمانة العامَّة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، وذلك خلال الجلسة الختامية لمؤتمر دار الإفتاء المصرية المنعقد تحت عنوان: "صناعة المفتي الرشيد في عصر الذكاء الاصطناعي" لتكون مرجعًا أخلاقيًّا وشرعيًّا شاملًا على المستوى العالميِّ؛ لتحديد الضوابط والآليات الكفيلة بضمان إصدار فتاوى رشيدة في البيئة الرقمية المعاصرة.
وأعلن عن الوثيقة الدكتور محمود عبد الرحمن عضو المكتب الفني لمفتي الجمهورية، مؤكدًا أن هذه الوثيقة بما حوتْه من مبادئ وتأصيلاتٍ- هي ثمرة دراساتٍ مستفيضةٍ ونقاشاتٍ موسَّعةٍ، وتسعى لأن تكون أكثر الأعمال المرجعية شمولًا وعمقًا في معالجة أخلاقيات الذكاء الاصطناعيِّ في مجال الفتوى