جدل واسع في فرنسا بعد إشعال مغربي سيجارته من «شعلة الجندي المجهول»

أثار مهاجر مغربي يقيم في فرنسا موجة غضب كبيرة بعد أن التُقط له مقطع فيديو وهو يُشعل سيجارته من "شعلة الجندي المجهول" تحت قوس النصر في باريس، أحد أقدس الرموز الوطنية لدى الفرنسيين.
إشعال سيجارة من شعلة الجندي المجهول
الحادثة التي سُجلت بعدسة أحد المارة وانتشرت بسرعة كبيرة على المنصات الرقمية، أثارت موجة استياء واسعة، خاصة مع رمزية النصب التذكاري الذي يُخلّد أرواح الجنود الفرنسيين الذين سقطوا خلال الحرب العالمية الأولى دون أن تُعرف هوياتهم.
تصرّف مثير للغضب أمام نصب وطني يخلد ضحايا الحروب
الشعلة تُوقد كل مساء منذ أكثر من قرن، وتحمل دلالة عميقة على التضحيات العسكرية الفرنسية، ما جعل هذا الفعل يُعتبر مساسًا بكرامة الأمة الفرنسية، بحسب تصريحات رسمية.
إدانات رسمية ومطالب بالعقوبة القصوى
وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو وصف الواقعة بـ"المخزية وغير اللائقة"، مؤكدًا أن الشعلة ليست مجرد نار مشتعلة، بل تمثل "قيمة معنوية ووطنية راسخة في وجدان الفرنسيين".
من جهتها، أعربت وزيرة الذاكرة والمحاربين القدامى باتريسيا ميراليس عن "سخطها العميق"، ووصفت الحادث بـ"تدنيس لمقدسات الأمة"، مشددة على أن الشعلة ترمز لتضحيات ملايين الجنود ولا يجب المساس بها.
وبحسب وسائل إعلام فرنسية، فإن المتهم مغربي الجنسية ويبلغ من العمر 47 عامًا، ويقيم في فرنسا بتصريح إقامة ساري حتى أكتوبر 2025، رغم عدم امتلاكه عنوانًا دائمًا. كما أفادت بأن لديه سجلًا جنائيًا يضم 21 سابقة تشمل السرقة وأعمال عنف وتخريب.
تفاعل واسع على المنصات الرقمية بين الغضب والتساؤلات
رصدت وسائل الإعلام ومواقع التواصل تباينًا في تعليقات الفرنسيين، إذ رأى بعضهم أن ردة الفعل الرسمية والشعبية "مبالغ فيها".
فقد كتبت مغردة تُدعى أوريان: "لماذا هذا التدقيق الزائد في تصرف بسيط؟ إنه رمز لا يعني شيئًا للأجانب"، في حين تساءلت ريتا: "هل أصبح إشعال سيجارة جريمة لا تُغتفر؟ لنركّز على أزماتنا الاقتصادية بدلًا من الانشغال بهذا الفعل".
لكن على الجانب الآخر، اعتبر كثيرون أن ما حدث إهانة لا يمكن التساهل معها، فقالت جوستين: "هذا الفعل لا يُغتفر، إنه انتهاك مباشر لرمز يخلّد شهداءنا"، ووصفت لورا المشهد بأنه "تصرف مهين ومستفز لتاريخنا الوطني"، وطالبت بمحاسبة المتهم قضائيًا.
توقيف المتهم وسحب إقامته
أوقفت الشرطة الفرنسية المتهم فور التعرف عليه، ووجهت له تهمة انتهاك نصب تذكاري مكرّس لذكرى القتلى، وهي تهمة يعاقب عليها القانون الفرنسي بالسجن لمدة تصل إلى سنة وغرامة مالية قد تصل إلى 15 ألف يورو، كما قررت السلطات سحب تصريح إقامته بشكل أولي، وهو ما قد يُمهّد لترحيله من البلاد في حال ثبوت الإدانة.