أبو بكر يرد على منتقدي الشعراوي: ماذا قدم فنكم الهابط أمام علمه؟

عبر الشيخ محمد أبو بكر عن استنكاره الشديد للإساءة للإمام الراحل محمد متولي الشعراوي، واصفاً الأمر بكارثة الكوارث إن صحت تصريحات الناقد الفني طارق الشناوي عن إمام الدعاء، ووصفه بأن أفكاره كانت على خلاف مع العلم وحقوق المرأة.
وأكد أبو بكر أن الشعراوي كان منارة علم وبركة للأمة، وأن محبته مستمرة حتى بعد وفاته، إما بنشر علمه أو حتى من خلال هجوم أهل الجهل والهوى عليه، معتبراً ذلك دليلاً على إخلاصه.
كما انتقد أبو بكر من يزعمون أن الإمام كان ينتقص من حقوق المرأة، متسائلاً عن إنجازات الفن الهابط في مقابل علم الشعراوي، ومتهماً إياه بنشر الرذائل وتدمير قيم المجتمع من خلال المشاهد الفاضحة والبلطجة والألفاظ البذيئة.
رحيل الشيخ الشعراوي
وكان قد رحل الشيخ الشعراوي عن عالمنا في ١٧ من يونيو ١٩٩٨م، عن عمر ناهز ٨٧ عامًا، بعد رحلة عامرة بالعطاء العلمي والدعوي تركت أثرًا خالدًا في مصر والعالم الإسلامي.
وُلد الإمام الشعراوي في ١٥ من أبريل ١٩١١م بقرية دقادوس التابعة لمركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية، ونشأ في أسرة محبة للعلم والقرآن، فأتمَّ حفظ كتاب الله وهو في الحادية عشرة من عمره، وواصل تعليمه بالأزهر الشريف حتى تخرّج في كلية اللغة العربية عام ١٩٤١م.
عمل الشيخ الشعراوي مدرسًا ثم انتقل للتدريس بجامعة أم القرى في المملكة العربية السعودية، كما أوفد ضمن بعثة الأزهر إلى الجزائر دعمًا لحركة التعليم هناك، وقد اشتهر اسمه مفسرًا متميزًا في إذاعة القرآن الكريم، وسُجّلت خواطره حول كتاب الله بأسلوب مبسّط وصل إلى قلوب الملايين.
في ٩ نوفمبر ١٩٧٦م، تولّى الإمام الشعراوي وزارة الأوقاف وشؤون الأزهر، فجمع بين العمل التنفيذي والدعوي، وحرص على ربط الناس بكتاب الله عزّ وجلّ، مؤكدًا أن أجره عند الله لا عند العباد، وتجسّدت رؤيته الإصلاحية في دعوته الدائمة إلى الاعتدال والرحمة والاعتماد على القرآن والسنة في تهذيب السلوك الإنساني.
أطلق الإمام الشعراوي برنامجه التلفزيوني الشهير «خواطر الشعراوي» في أواخر السبعينيات، ليصبح أول تفسير متلفز يُقدَّم بلغة بسيطة تُخاطب العامة والنخبة على السواء، كما ألّف عشرات الكتب في التفسير والعقيدة واللغة، ونال وسام الجمهورية من الطبقة الأولى عام ١٩٨٨م، وتم تكريمه بجائزة دبي الدولية للقرآن الكريم «شخصية العام» عام ١٩٩٧م.