أحمد ماهر.. فارس الدراما التاريخية يحتفل بعيد ميلاده الـ79

يحتفل اليوم الفنان أحمد ماهر، أحد أبرز نجوم الدراما والمسرح في مصر، بعيد ميلاده الـ79، حيث وُلد في 13 أغسطس 1946 بمنطقة بولاق أبو العلا في قلب القاهرة، ونشأ بين أجواء شعبية شكلت وجدانه ومنحته قدرة فريدة على تقمص الشخصيات الأصيلة في التاريخ والتراث المصري.
بداية أكاديمية وانطلاقة مسرحية
بدأ أحمد ماهر رحلته الفنية بعد حصوله على بكالوريوس المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1973، ليضع قدمه سريعًا على خشبة المسرح، وهي الساحة التي عشقها منذ طفولته. كانت بدايته المسرحية البارزة عام 1976 حين شارك في مسرحية “المتزوجون” بدلًا من الفنان أحمد راتب، وهو الدور الذي فتح له أبواب الشهرة.
وفي عام 1978، انضم إلى فرقة الفنان محمد صبحي في مسرحية “هاملت” مجسدًا شخصية الملك كلوديوس، ليبرهن على قدرته الفائقة في أداء الأدوار الكلاسيكية والتاريخية.
بطل الدراما التاريخية
على مدار أكثر من خمسة عقود، ارتبط اسم أحمد ماهر بالأعمال التاريخية والدينية، التي جسد فيها شخصيات خالدة في ذاكرة المشاهد العربي. من أبرزها:
• الملك أحمس في الجزء الأول من مسلسل “لا إله إلا الله” (1985) إلى جانب صفاء أبو السعود.
• ضابط المخابرات مصطفى عبد العظيم في الأجزاء الثلاثة من مسلسل “رأفت الهجان”.
• شخصية دياب بن غانم، العدو اللدود لأبو زيد الهلالي في “السيرة الهلالية”، وأحد أكثر أدواره شعبية.
من الألفية الجديدة إلى التراث الصعيدي
مع مطلع الألفية، شارك ماهر في ملحمة “حديث الصباح والمساء” بدور يزيد المصري، قبل أن يواصل حضوره في أعمال ضخمة مثل “الطارق”، و“الإمام محمد عبده”، و“الظاهر بيبرس”.
كما عُرف بتميزه في تقديم الشخصية الصعيدية، ومن أبرز أدواره في هذا الإطار شخصية “دبور” في مسلسل “ذئاب الجبل”. وارتبط موقفه الفني بالدفاع عن الهوية المصرية، إذ انتقد إسناد أدوار الصعيديين لغير المصريين، خاصة بعد بطولة السوري جمال سليمان لمسلسل “أفراح إبليس” عام 2009.
إطلالة أقل.. وحضور إذاعي مستمر
في السنوات الأخيرة، قل ظهور أحمد ماهر على الشاشة، مكتفيًا بالمشاركة في مسلسلات إذاعية مثل “الليث بن سعد”، وأعمال رسوم متحركة مثل “الأزهر” و”يوسف الصديق”. وكان قد تعرض قبل عامين لوعكة صحية استدعت إجراء عملية جراحية، لكنه ظل حريصًا على التواجد في المناسبات الاجتماعية والفنية، خاصة واجبات العزاء لأصدقائه من الوسط الفني.
يظل أحمد ماهر رمزًا للفنان المخلص لأدواره، الحريص على تقديم الشخصيات التاريخية والتراثية بكل تفاصيلها الأصيلة، ليحفر اسمه في ذاكرة المشاهد المصري والعربي كأحد أبرز فرسان الدراما التاريخية في النصف قرن الأخير.