بعد 5 سنوات كفاح.. شاب خمسيني يحول عربة قهوة متحركة لأشهر محطة في قنا

على أحد أطراف الطريق السريع بمدينة قنا، حيث ينتهي كوبري مدخل المحافظة، يقف أحمد حسين، شاب في الخمسين من عمره، مرتديًا بنطلونًا وقميصًا عصريين، ممسكًا بتنكة قهوة ويقف على الرمالة، يصنع قهوته بطريقة مميزة يصفها باللهجة الصعيدية: "كيف صعب أي حد يقدر يعمله".
وبفضل عزيمتهت حوّل هذا المكان البسيط على الرصيف إلى أشهر محطة قهوة في المحافظة، حيث يتوافد إليه الزوار من كل حدب وصوب بحثًا عن فنجان قهوة مميز.
أشهر عربة قهوة متحركة في قنا
لم تكن رحلة أحمد سهلة، فقد عمل في عدة أماكن لصناعة الشاي والقهوة قبل أن يقرر تأسيس مشروعه الخاص على عربة متحركة بمدخل المدينة، ليتحول إلى رمز للكفاح والمثابرة وسط تحديات الحياة اليومية، والتقى "نيوز رووم" بهذا الرجل المكافح ليروي تفاصيل تجربته التي بدأت منذ خمس سنوات، ورحلته في عالم القهوة الذي صنع فيه لنفسه بصمة فريدة رغم الصعوبات.
بدأ أحمد حسين حديثه قائلاً إن بدايته كانت في عدة أماكن مختلفة، ولكن بعد الزواج وإنجاب الأطفال، أصبح من الضروري البحث عن استقرار ومصدر دخل ثابت يتيح له العيش بجوار عائلته، ووجد أن مشروع عربة القهوة المتنقلة هو الأنسب له، وأطلقه منذ نحو خمس سنوات، معتمدًا على صناعة القهوة والشاي وبعض المشروبات الأخرى.
وأكد أحمد أنه يؤمن بعدة مقولات تحفزه على المضي قدمًا، مثل "الشقيان كسبان مع ربنا" و"طالما الإنسان راضي، ربنا يحكرمه كتير"، مشيرًا إلى فضل الله عليه منذ تأسيس المشروع.
أمانة صاحب أشهر عربة قهوة متحركة في قنا
في جانب الأمانة والإخلاص، تحدث أحمد عن المرات العديدة التي عثر فيها على أشياء ثمينة تركها زبائنه، مثل تابلت وكتب وشنط، وآخرها مبلغ مالي كبير بلغ 120 ألف جنيه كان بحوزة مندوب أجهزة كهربائية، وعلى الفور نشر أحمد فيديو على صفحته يُظهر المبلغ، مما ساعد الرجل على استعادته، مؤكداً أن هذا الموقف جعله يشعر بمعنى قهر الإنسان عند فقدان مصدر رزقه ولقمة عيشه.
وتذكر أحمد موقفًا خاصًا حين كانت زوجته على وشك الولادة، وكان قد عاد بها وطفله الجديد سالميْن، قائلاً "القرش الحلال مفيش أحسن منه"، معتبرًا أن الستر والحمد لله هما أعظم النعم التي لا يمكن لأي إنسان أن يستغني عنها مهما ارتفع شأنه.
وأكد أحمد أن البداية لم تكن سهلة على الإطلاق، فالكثيرون يصنعون القهوة، لكنه يميز نفسه بقوله: “أنا بطبخ القهوة مش بس بعملها”، متمنيًا أن يحصل على مكان ثابت يستطيع من خلاله بناء اسم أكبر يُعرف به الجميع، كما هو الحال الآن على الرمالة، ولكن بمقهى أو محل دائم في موقع مناسب، يليق بجهوده وطموحه.


