أبرز محطات في حياة الدكتور علي المصيلحي وزير التموين الأسبق|فيديو
رحل الدكتور علي المصيلحي، وزير التموين والتجارة الداخلية الأسبق، عن عمر ناهز 76 عامًا، بعد رحلة صبر وكفاح ضد مرض السرطان، تاركًا وراءه سجلًا حافلًا بالإنجازات في العمل العام وخدمة الوطن.
أبرز محطات في حياة الدكتور علي المصيلحي
استعرض الإعلامي حسام الدين حسين، خلال تقديمه برنامج "90 دقيقة" على قناة المحور، تقريرًا موسعًا عن مسيرة الراحل، مؤكدًا أنه كان من أبرز الشخصيات السياسية خلال العقدين الأخيرين، وأنه حظي بشعبية كبيرة في مسقط رأسه بمحافظة الشرقية، وخاصة مركز أبو كبير.
مسيرة نضال ضد المرض
عرف عن الدكتور علي المصيلحي عزيمته القوية وإصراره على العمل رغم الظروف الصحية الصعبة، إذ واصل أداء مهامه حتى آخر لحظات وجوده في المنصب، دون أن يجعل من مرضه أداة لكسب التعاطف أو تصدر المشهد الإعلامي.
وخلال مسيرته السياسية، عُرف علي المصيلحي بمواقفه الحاسمة وقدرته على إدارة الملفات المعقدة، خاصة في ظل أزمات اقتصادية وصحية شهدتها البلاد مثل جائحة كورونا.
تقدير لجهوده الوطنية
نعى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، الوزير الراحل علي المصيلحي، مؤكدًا أن الدولة المصرية تثمّن جهوده الكبيرة في مختلف المناصب الوطنية التي تولاها، واصفًا إياه بالرجل المخلص لوطنه والمحب لقضايا أمته.
وأضاف مصطفى مدبولي أن الدكتور الراحل علي المصيلحي ترك إرثًا مهمًا في مجالات الإدارة والسياسات الاجتماعية، وأن بصماته ستظل باقية في ذاكرة العمل الحكومي.
جذور عائلية وتعليم متميز
ولد الدكتور علي المصيلحي عام 1949 في أسرة عريقة بمركز أبو كبير في محافظة الشرقية، وبرز نبوغه العلمي مبكرًا حتى التحق بالكلية الفنية العسكرية وتخرج منها عام 1971 بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف في الهندسة الإلكترونية.
رغبته في تطوير معارفه دفعته للسفر إلى فرنسا، حيث حصل على درجة الماجستير من جامعة باريس السادسة عام 1977، ثم الدكتوراه من المدرسة العليا متعددة التقنيات عام 1980.
بداية مسيرة مهنية واسعة
بدأ الدكتور الراحل علي المصيلحي حياته المهنية في سلك التدريس العسكري، حيث تولى رئاسة قسم الحاسب في الكلية الفنية العسكرية حتى عام 1991، قبل أن ينتقل إلى مجال الاستشارات التكنولوجية.
ووفق التقرير، في عام 1999، عُين كبير مستشاري وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، بالتوازي مع إدارة شركة متخصصة في تكنولوجيا المعلومات لمدة قاربت 20 عامًا.
إصلاحات شاملة في البريد
في عام 2002، تولى الدكتورالراحل علي المصيلحي منصب رئيس مجلس إدارة الهيئة القومية للبريد المصري، حيث أطلق خطة تطوير شاملة لتحسين الخدمات البريدية، وإدخال أنظمة ميكنة متطورة ساهمت في رفع كفاءة الأداء.
وبحسب التقرير، خطته الإصلاحية في البريد اعتُبرت نموذجًا يُحتذى به في دمج التكنولوجيا الحديثة بالعمل المؤسسي، مما عزز ثقة المواطنين بالخدمات الحكومية.
قيادة التضامن ثم التموين
في ديسمبر 2005، أسندت إليه حقيبة وزارة التضامن الاجتماعي، حيث قاد الوزارة لمدة ست سنوات، واضعًا سياسات اجتماعية تستهدف الفئات الأكثر احتياجًا.
ابتعد الدكتور الراحل علي المصيلحي عن العمل الوزاري لعدة أعوام، قبل أن يعود عام 2016 وزيرًا للتموين والتجارة الداخلية، ليواجه تحديات جسيمة في ملف الأمن الغذائي.
إدارة أزمات في وزارة التموين
خلال توليه وزارة التموين، قاد المصيلحي عملية تطوير منظومة الدعم، وتحسين كفاءة توزيع السلع التموينية، خاصة خلال الأزمات العالمية مثل جائحة كورونا، ما أسهم في استقرار الأسواق وحماية محدودي الدخل.
أداؤه الوزاري اتسم بالحسم والقدرة على اتخاذ قرارات استراتيجية، مع مراعاة البعد الاجتماعي والاقتصادي في آن واحد.
إرث وطني سيظل حاضرًا
برحيل الدكتور علي المصيلحي، فقدت مصر واحدًا من رموزها الإدارية والسياسية الذين جمعوا بين الكفاءة الفنية والخبرة الميدانية، وتركوا أثرًا واضحًا في مؤسسات الدولة.
رحمه الله رحمة واسعة، وجعل أعماله وجهوده في ميزان حسناته، وألهم أسرته ومحبيه الصبر والسلوان.
