أحمد عبد العزيز: توجيهات السيسي بشأن الدراما خطوة مهمة.. وهذه رؤيتي لتطويرها | خاص

علق الفنان أحمد عبد العزيز على توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بشأن الدراما المصرية في حديثه بحفل إفطار القوات المسلحة، والتي تقضي بضرورة تعزيز القيم في صناعة الدراما والسينما، وضرورة مواجهة موجات العـنف والـجريمة وتعـاطي المـخدرات، وإشـعال الصـراع المجتمعي، وتـرويج الابتـذال اللفـظي والانحراف السلوكي، وتدمـير قيم العائلة.
من ناحيته قال الفنان أحمد عبد العزيز في تصريحات لـ نيوز رروم: في السنوات الأخيرة، أصبحت الأعمال الدرامية والسينمائية تركز إما على العشوائيات والمناطق الشعبية أو على القصور والفيلات، متجاهلة إلى حد كبير الطبقة المتوسطة التي تمثل جزءًا كبيرًا من المجتمع المصري، وكأن مصر لا تضم سوى هذه الفئات، بينما الحقيقة أن هناك أحياءً مثل مصر الجديدة، المنيل، شبرا، الجيزة، الهرم، وفيصل، وغيرها، تعكس واقع المصريين بشكل أكثر توازنًا.
ناك زيادة ملحوظة في مشاهد العنف والشتائم
وأضاف أحمد عبد العزيز: "انتشرت في هذه الأعمال ألفاظ خارجة وغير لائقة، لا تعبر عن أخلاق المجتمع، بل إنها أحيانًا تتضمن مصطلحات غير مألوفة للكثيرين، مما يثير التساؤل حول الغاية من استخدامها، كما أن هناك زيادة ملحوظة في مشاهد العنف والشتائم، مما يثير مخاوف حول التأثيرات السلبية لهذه الأعمال، خاصة على الأجيال الجديدة، والقضية هنا ليست فقط في الألفاظ أو البيئة التي يتم تصويرها، ولكنها لها أبعاد أعمق من ذلك.
كيفية حل الأزمة وتحسين الأعمال الدرامية
وتابع أحمد عبد العزيز: لحل هذه الأزمة التي نواجهها في الدراما، فالأمر ليست مجرد روشتة يكتبها طبيب، بل هي مسألة تحتاج إلى دراسة لما يحدث، وأسبابه، وكيفية تجنبه في المستقبل، الحل لا يكمن في فرض القيود، بل في إطلاق الحرية للكتاب والمؤلفين، مع وجود لجان للمراجعة والاختيار تضمن تقديم أعمال درامية متوازنة تعكس الواقع بشكل أكثر دقة واحترامًا للذوق العام. بهذه الطريقة، يمكن تقديم دراما قوية ومؤثرة دون أن تنحدر إلى الابتذال أو التشويه
وأكمل: إطلاق الحرية وحده لا يكفي بدون تشجيع، لا بد أن يكون هناك توجه من الدولة لدعم الكتابة والإبداع، من خلال تنظيم المهرجانات والمسابقات، وتشجيع الكُتّاب بمكافآت وجوائز تحفزهم على تقديم أعمال مميزة، هناك الكثير من الموهوبين الذين يكتبون ولكن لا يجدون الفرصة لإنتاج أعمالهم.. لذا، يجب توفير منصات حقيقية لاكتشافهم، مع آليات لمراجعة الأعمال وانتقائها بعناية، ثم دعمها في مراحل الإنتاج والتصوير، لضمان تقديم محتوى يليق بالجمهور ويثري الدراما المصرية.
حديث الرئيس السيسي وتوجيهاته بشأن الدراما يمثل خطوة مهمة ومؤشرًا ضروريًا
وأردف أحمد عبد العزيز: حديث الرئيس السيسي وتوجيهاته بشأن الدراما يمثل خطوة مهمة ومؤشرًا ضروريًا، نظرًا لأهمية صناعة الفنون التي تُعد واحدة من أكبر الصناعات، وكانت تدر على مصر دخلًا كبيرًا، نحن بحاجة إلى هذا الدخل، ولكن الأهم من ذلك هو المردود الثقافي والأدبي، الذي يجب أن يكون في المقام الأول.
وواصل: المردود الثقافي والفني يرفع من وعي المجتمع وذوقه، ويساهم في تطويره وتنويره، مما يساعد على خلق بيئة تقدر الجمال والإبداع، لا ينبغي أن تقتصر الذائقة العامة على الموسيقى الهابطة والكلمات المتدنية، بل يجب أن يكون هناك محتوى راقٍ يعيد للمجتمع قدرته على التذوق الفني، كما كنا نستمع إلى أم كلثوم، وعبد الحليم، وشادية، ونجاة، ومحمد عبد الوهاب، الذين قدموا أعمالًا راقية بكلمات كتبها شعراء كبار، ساهمت في إثراء الثقافة، بدلاً من الانتشار الحالي للأغاني ذات المستوى المتدني.
ويُشار إلى أنه مع توجيه الرئيس السيسي، أعلن رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، أحمد المسلماني، عن عقد مؤتمر بعنوان «مستقبل الدراما في مصر» في أبريل 2025 بهدف مناقشة سبل تطوير المحتوى الفني، بما يواكب التحديات المجتمعية، ويتماشى مع رؤية الدولة في تعزيز القيم الوطنية، كما أعلن رئيس الوزراء بتشكيل مجموعة عمل لوضع صياغة للإعلام والدراما المصرية تضم كل الجهات المعنية بهذه الملفات، مؤكدًا :"هدفنا وضع أساس علمي وموضوعي للدراما دون تقييد الحريات".