طفرة علاجية جديدة.. فايزر وأستيلاس تحققان نجاحًا في علاج سرطان المثانة

في خطوة قد تعيد تشكيل معايير علاج سرطان المثانة، أثبتت تركيبة دواء "بادسيف" (Padcev) من شركتي فايزر (Pfizer) وأستيلاس (Astellas)، بالتعاون مع العلاج المناعي "كيترودا" (Keytruda) من شركة ميرك (Merck)، فعالية غير مسبوقة في تحسين نتائج المرضى المصابين بسرطان المثانة العضلي الغازي (MIBC)، وذلك في سياق العلاج قبل وبعد الجراحة.
وقد أعلنت الشركات الثلاث أن هذه التركيبة العلاجية سجلت نجاحًا ملحوظًا في أول تحليل فعالية مرحلي للدراسة السريرية من المرحلة الثالثة، المعروفة باسم EV-303 أو Keynote-905، والتي شملت مرضى MIBC غير المؤهلين لتلقي العلاج الكيميائي القائم على "سيسبلاتين" أو الذين رفضوه.
نتائج سريرية
عند استخدام تركيبة "بادسيف" و"كيترودا" قبل وبعد إجراء عملية استئصال المثانة الجذرية، أظهرت الدراسة تحسنًا إحصائيًا وذو دلالة سريرية في معدل البقاء دون أحداث مرضية (event-free survival)، بالإضافة إلى تحقيق أهداف ثانوية مهمة مثل معدل البقاء الكلي (overall survival) ومعدل الاستجابة المرضية الكاملة (pathologic complete response)، مقارنةً بالجراحة وحدها.
ووفقًا لشركة ميرك، تُعد هذه الدراسة أول تجربة سريرية من المرحلة الثالثة تُظهر تحسنًا في معدلات البقاء لدى مرضى MIBC غير المؤهلين للعلاج بسيسبلاتين، مما يعزز الإمكانات التحويلية لهذا العلاج المركب في المراحل المبكرة من سرطان المثانة.
تصريحات من قادة البحث والتطوير
من جانبها، أكدت الدكتورة جوانا بندل، رئيسة تطوير الأورام في شركة فايزر، أن هذه النتائج "تُبرز الإمكانات الثورية لهذا العلاج المركب في تغيير الممارسات العلاجية الحالية".
وأضافت الدكتورة مويتري تشاتيرجي-كيشور، رئيسة قسم تطوير الأورام في شركة أستيلاس:
وتابعت "تمثل نتائج دراسة EV-303 إنجازًا كبيرًا لمرضى سرطان المثانة العضلي الغازي غير المؤهلين لسيسبلاتين، وتُظهر الإمكانات الواعدة لتركيبة بادسيف وكيترودا كمعيار جديد للعلاج قبل وبعد الجراحة."
خطوات مستقبلية وتوسيع نطاق الدراسات
تعتزم فايزر والشركات الأخرى تقديم هذه النتائج إلى الجهات التنظيمية الصحية حول العالم، كما ستُعرض في مؤتمر طبي قادم. وتجدر الإشارة إلى أن الدراسة تضم ذراعًا ثالثًا يتم فيه إعطاء "كيترودا" وحده حول الجراحة، ولا تزال هذه الذراع قيد التقييم لمقارنة نتائجها مع الجراحة فقط.
وفي سياق موازٍ، تُجرى دراسة أخرى تحمل الرمز EV-304 أو Keynote-B15، تستهدف المرضى المؤهلين لتلقي علاج سيسبلاتين، مما يعكس التوجه نحو توسيع نطاق استخدام هذا العلاج المركب في مختلف فئات المرضى.
خلفية عن المرض والعلاجات الحالية
يُعد العلاج الكيميائي القائم على سيسبلاتين، متبوعًا بالجراحة، المعيار الذهبي لعلاج سرطان المثانة العضلي الغازي، إلا أن ما يصل إلى نصف المرضى لا يمكنهم تلقي هذا العلاج، مما يحد من الخيارات المتاحة أمامهم. وتشير بيانات شركة فايزر إلى أن هذا النوع من السرطان يمثل نحو 30% من حالات سرطان المثانة.
إنجازات سابقة للعلاج المركب
سبق أن حصلت تركيبة "بادسيف" و"كيترودا" على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) كعلاج أولي لحالات سرطان المثانة المتقدم أو المنتشر محليًا، بعد أن أظهرت قدرتها على تقليل خطر الوفاة بنسبة 53% مقارنة بالعلاج الكيميائي، وهو إنجاز نال تصفيقًا حارًا في مؤتمر الجمعية الأوروبية لطب الأورام (ESMO).
كما أظهرت "كيترودا" فعالية في تقليل خطر تكرار المرض عند استخدامها بعد الجراحة لدى المرضى المعرضين لمخاطر عالية، رغم عدم تحقيق فائدة ناضجة في معدل البقاء الكلي. وتتمتع "كيترودا" بسجل حافل من الموافقات لعلاج سرطان المثانة، بينما يُستخدم "بادسيف" أيضًا كعلاج منفرد في حالات معينة.
آفاق تجارية
استحوذت شركة فايزر على "بادسيف" ضمن صفقة استحواذها على شركة "سيجين" (Seagen) بقيمة 43 مليار دولار. وقدّرت شركة أستيلاس أن تصل مبيعات "بادسيف" في ذروتها إلى ما بين 400 و500 مليار ين ياباني، أي ما يعادل نحو 2.7 إلى 3.4 مليار دولار أمريكي.