قرية الحدادي تغرق بمياه الصرف الصحي.. معاناة تستمر لعقد كامل دون حلول

يعاني أهالي قرية الحدادي التابعة لمركز ومدينة سيدي سالم بمحافظة كفرالشيخ، منذ أكثر من عشر سنوات، من مشكلة متفاقمة تتمثل في انتشار مياه الصرف الصحي بشكل دائم في شوارع القرية، مما تسبب في تدهور كبير في جودة الحياة، وأثر سلبي على صحة السكان، الذين يزيد عددهم عن 30 ألف نسمة. 

تُعد قرية الحدادي من أقدم قرى المركز، لكن المعاناة المستمرة تجعل منها اليوم نموذجًا واضحًا لتقصير الجهات المختصة.

في ظل هذه الأزمة المستمرة، يطالب السكان بسرعة التدخل لسحب مياه الصرف الصحي من الشوارع التي تغمرها بشكل يومي، مما يعطل حركة التنقل ويعرض حياة الأهالي للخطر بسبب المخاطر الصحية المرتبطة بتلك المياه.

حل مشكلات القرية

ويشير الأهالي إلى غياب تام لدور الوحدة المحلية المسؤولة عن القرية، والتي تقع على بعد نحو 100 متر فقط، إلا أن رئيس الوحدة يظهر غائبًا تمامًا عن حل مشكلات القرية أو حتى الاستماع لمطالب المواطنين. 

كما تفاقمت الأمور مع ما ذكره الأهالي من قيام الوحدة المحلية بإلقاء نفاياتها وجراراتها على مقابر القرية، مما أثار استياءً واسعًا بين السكان.

وقال عطية أبوالعنين، أحد شباب القرية، إن مياه الصرف الصحي تغطي الشوارع بالكامل يوميًا، مما يجعل من الصعب على الأهالي التنقل بحرية وأمان. وأضاف أن محاولات الاستغاثة والشكوى اليومية لم تجد أذانًا صاغية أو حلولًا عملية، في ظل غياب واضح لدور الوحدة المحلية التي لا تبدي أي اهتمام بمشاكل القرية.

وأفاد شاب آخر من القرية بأن الوحدة المحلية بدلاً من تنظيف القمامة، تقوم برميها في مقابر القرية، مما يزيد من معاناة السكان ويعكس إهمالًا غير مقبول. وتابع أن المياه دخلت إلى منازل بعض السكان، متسببة في أضرار مادية وصحية، لكن لم يتم اتخاذ أي إجراءات من قبل المسؤولين بسحب المياه أو تحسين الوضع.

وتشهد القرية غيابًا شبه كامل للمسؤولين، الذين لا يزورون القرية إلا في مناسبات رسمية نادرة، ولا يستفسرون عن حالة الأهالي أو مشكلاتهم المتراكمة، وهو ما يفاقم الأزمة ويزيد من شعور السكان بالإحباط والتجاهل.

المبادرة الرئاسية "حياة كريمة"

وأكد مصدر مسئول لـ "نيوز رووم" أن مشروع الصرف الصحي يتم إقامته خلال الوقت الحالي داخل القرية ضمن مشروعات المبادرة الرئاسية "حياة كريمة" ومن المقرر أن يتم الانتهاء منها خلال 24 شهراً وهو ما سيتم حل مشكلة الأهالي التي يُعانون منها من خلاله، بلبلضافة الي انشاء رافع صرف صحي يخدم القرية وتوابعها.

وأوضح المصدر ان القرية تستخدم حالياً خفض المنسوب وهو لا يتم استخدامه في الصرف المنزلي، وهو السبب حالياً في انتشار مياه الصرف الصحي لسوء استخدامه من أهالي القرية، مؤكدا ان المحافظة تقوم بتكليف رؤساد القرى يومياً بحل مشكلات المواطنين وسحب مياه الصرف الصحي من الشوارع والوقوف على أهم مشكلات القرى وحلها.