البنوك الرقمية في مصر.. ثورة تكنولوجية أم تحدٍ ثقافي؟
البنوك الرقمية في مصر.. ثورة تكنولوجية أم تحدٍ ثقافي؟

بدأت كلمة "البنك الرقمي" تقتحم المشهد المصرفي العالمي، حيث تحول عدد من المؤسسات المالية الكبرى إلى تقديم خدماتها بالكامل عبر الإنترنت وتطبيقات الهواتف الذكية، دون الحاجة لفروع أرضية، في السنوات الأخيرة.
مصر التي تملك قطاعًا مصرفيًا قويًا يضم أكثر من 36 بنكا، لم تكن بعيدة عن هذا الاتجاه، لكن السؤال الذي يطرح نفسه، هل يمكن للبنوك الرقمية أن تنافس البنوك التقليدية في السوق المصري؟
ما هو البنك الرقمي؟
البنك الرقمي هو مؤسسة مصرفية تقدم كل خدماتها عبر الإنترنت، بداية من فتح الحسابات وإصدار البطاقات، وصولًا إلى التحويلات والقروض وإدارة الاستثمار، دون أي فروع على أرض الواقع، يعتمد بالكامل على التكنولوجيا والتطبيقات الذكية، ويوفر خدماته على مدار الساعة.
في العالم، ظهرت أسماء لامعة في هذا المجال مثل N26 في أوروبا وRevolut في بريطانيا، وحققت انتشارًا ضخمًا بين الشباب والمستثمرين الصغار بفضل السرعة والمرونة وانخفاض التكاليف.
الوضع في مصر.. بدايات حذرة
رغم أن السوق المصري يشهد تطورًا كبيرًا في خدمات الإنترنت البنكي والموبايل البنكي لدى البنوك التقليدية، إلا أن فكرة البنك الرقمي الخالص لا تزال في مراحلها الأولى.
بعض البنوك بدأت بإطلاق منصات رقمية موازية أو تطبيقات أكثر تطورًا، بينما يدرس البنك المركزي المصري الإطار التشريعي والرقابي لضمان الأمان السيبراني وحماية العملاء.
مميزات البنوك الرقمية مقارنة بالتقليدية
سرعة الخدمة: فتح حساب في دقائق دون أوراق مطبوعة.
انخفاض الرسوم: لا توجد مصاريف تشغيل فروع أو موظفين بعدد ضخم.
خدمات متطورة: تطبيقات ذكية لإدارة الأموال والاستثمار.
إتاحة على مدار الساعة: لا قيود بمواعيد عمل أو عطلات رسمية.
التحديات أمام انتشار البنوك الرقمية في مصر
1. الثقافة المصرفية المحدودة: كثير من المواطنين لا يمتلكون حسابات مصرفية أصلًا.
2. الأمان السيبراني: المخاوف من الاختراقات والاحتيال الإلكتروني.
3. البنية التحتية للإنترنت: تفاوت جودة الخدمة بين المدن والقرى.
4. الإطار القانوني: الحاجة لتشريعات واضحة تحمي العملاء وتحدد مسؤوليات البنوك الرقمية.
المستقبل.. تكامل وليس صراع
يتفق كثير من الخبراء على أن المنافسة المباشرة بين البنوك الرقمية والتقليدية لن تحدث في مصر على المدى القريب، بل سيكون هناك تكامل البنوك التقليدية قد تطلق منصات رقمية موازية، أو تستحوذ على بنوك رقمية ناشئة. كما يمكن أن تتخصص البنوك الرقمية في شريحة الشباب ورواد الأعمال، بينما تظل البنوك التقليدية الخيار المفضل للفئات الأكبر سنًا أو الباحثين عن المعاملات الورقية.